بلقيس.. تستحضرني مشاعري الوطنية وأنا أرى قادتنا يكابرون بأرضك، بتاريخك، بمجدك الذي علمنا أسمى القيم الوطنية..
من بعد رحيلك يا بلقيس غابت شمس الحكمة وعبث بقيم الوطن هواة المصالح الضيقة..
بعد رحيلك بلقيس صار كل شيء لا وطنياً.. لا إنسانياً.. لا تاريخياً.. عودي سيدتي فإن هناك وطناً يحتضر وإنساناً يذهب قسراً إلى المجهول..
اليمن بعد رحيل عينيك صار لا يمناً ولا حكمة.. لا أرق قلوباً ولا ألين أفئدة.. بلقيس: وحدك من أتنفس فيه القيم الإنسانية.. عند اسمك فقط تجتمع في داخلي مفردات الحب والإيمان بمبادئه السامية.. وحينها فقط أراني أعشق فيك التاريخ.. أرضاً وإنساناً..
سبأ تفتش عنكِ سيدتي في صفحات التاريخ، في حين ذهبت عنها صامتة وحملتي معك الحكمة اليمانية.. الحكمة التي لم تختزلينها في بقاء عرشك حتى لو كان ذلك على حساب وطن، كما يفعل الآن حكامنا..
عودي سيدتي كي تقولي لهؤلاء بأن اليمن أكبر من قذارة عروشكم الصغيرة وأن الوطن أغلى من كراسيكم المحتضرة أمام إرادة الشعوب.
عفواً سيدتي إن أقمت في سطوري هذه رابطة حوار بينكِ وبين حكامنا الآن، فأنت أكبر من ذلك وأكبر مما استخدم مفردات المفارقة بين عزك وذلهم وبين مجدك التليد ومزبلة تاريخهم.
بلقيس.. تجتاحني العبرات حين لا أجد للوطن عقلاً بعد رحيلك.. لا أدري كيف رحلتي عنا لنعيش بعدك بلا تاريخ وبلا ماضٍ وبلا وطن.. حكامنا سيدتي تخلوا عن قيم الهوية الوطنية وتجرأوا على بيع وطن لتبقى كراسيهم القذرة في حين أنت يا بلقيس تخليتي عن عرشك ليبقى الوطن ويبقى التاريخ ويحيا الإنسان..
بلقيس.. أنت رحلتي في نظر هؤلاء أذناب القادة المكابرين بالوطن، أما عن قلوبنا فأنت خالدة خلود التاريخ وستبقين أية نرتلك في قلوبنا وقلوب الأجيال ما بقي هذا الكون..
سأظل يا بلقيس أستقي من وحي إلهامك روح الوطنية وحب الإنسان والتاريخ، سأظل أحبك كلما أفتش في قلبي عن صفحات تاريخك الجميل.. ستظلين عبق أنفاسي وخليط الروح في دمي وعطراً بذاكرتي.. ستبقين لي وطناً وإنساناً وتاريخاً.. ماضٍ وغداً تشرق فيه شمس الحرية في سماء وطننا الغالي.
ومضة:
أحبك يا بلقيس يا أغلى وطن
أحبك رغم كل المحن
ذكرى خيالك يشعل
في ذاتي وطن
يعزف على وتر قلبي
حباً بحجم اليمن
Alsadeq79@gmail.com
صادق الصُليحي
بلقيس.. في ذاتي وطن!! 2101