بالأمس اتجه مدرسو مديرية مكيراس من أبناء محافظة أبين إلى مكاتب البريد لاستلام مرتباتهم وهناك تفاجأ المعلمون بتوقيف الراتب بدلاً من تقديم الدعم اللازم كموقف إنساني مع كادر تربوي تعليمي وكنوع من التقدير الاستثنائي تخفيفاً من معاناة النزوح وإسهاماً في رفع معنوياته.
حقيقة كان هذا الإجراء في منتهي الغرابة وبالأخص فيما يصدر من جهة مسؤولة في ا لوقت الذي يعاني فيه أبناء محافظة أبين من ويلات الحرب التي مازلت رحاها تدور في العاصمة وضواحيها التي نالت نصيب الأسد من المواجهات المؤسفة وما رافقهما من نزوح وتشرد وعدم استقرار معيشي أو نفسي، يأتي ما يزيد الطين بلة من إدارة التربية بمكيراس بقرار تعسفي بحق معلميها النازحين بتوقيف الراتب كما هو حاصل الآن ورفع الغياب للخصم والاستقطاع بأثر رجعي في الأشهر المقبلة.
من المؤكد أنها ضربة قاصمة فيها من الإجحاف وعدم الإنصاف، لاسيما وأن المعلم النازح خصوصاً في هذه الآونة يمر بظروف حرجة وجد عصيبة وكان حري بالإدارة أن تحسن الظن بمعلميها وكفاءاتها وأن تكون عوناً لهم حتى يتجاوزون المحنة، فالتغيب الذي حدث كان رغماً عنهم ولظروف خارجة عن ارادتهم تألم لها الأصدقاء قبل الأشقاء وأهمله المقربون من أبناء الوطن الألين أفئدة بتجاهل وخذلان مؤسف لأنهم لم يتفكروا جيداً بحال حطام معلم يتخبط هنا وهناك بلا مأوى.
الجدير أن عدداً من هؤلاء المعلمين قد مضى على خدمتهم بمكتب التربية مكيراس قرابة العقدين من الزمن وتشهد لهم إدارتهم بالكفاءة والانضباط وهذا ما تؤكده الشهادات التقديرية التي بحوزتهم كونها تمنح في السراء بسخاء وللسرعان ما تتبخر في الضراء إن نزل البلاد وعظم الرجاء..
ترى أما يعلم المعينون أن اتخاذ أي إجراء بحق هؤلاء المعلمين النازحين من استقطاع أو توقيف من شأنه أن يضاعف حجم معاناتهم لاعتمادهم على الراتب في تسديد الالتزامات المتزايدة التي فرضها واقع النزوح المستجد ولا أظنها خافية على أحد، ثم ماذا عن تلك الشهادات التي منحت لهم، أهي مجرد حبر على ورق لتزيين المكاتب والرفوف وعندما حانت لحظات التقديرات العملية تجلت الأمور على حقيقتها واستبدت بصفة فعلية وتطبيقية بتوقيف الراتب الحالي أو إطلاقه بعد مشقة لقاء وخصميات قد تتجاوز 10 آلاف ريال، فضلاً عن استقطاع الأثر الرجعي في الأشهر المقبلة في الأخير تقول الجهات المعنية ابتداءً بالمحافظ إلى مدير عام التربية والتعليم بمحافظة البيضاء وانتهاءً بمدير مكتب التربية والتعليم بمكيراس ومدير مديريتها "المأمور" رفقاً بهؤلاء المعلمين الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها في دوامة النزوح التي لا ترحم فلا تكونوا أنتم والأحداث المؤسفة عليهم، فالمعلم إنسان أحوج ما يكون في هذا الظرف إلى الإحسان والإحساس بالإمتنان والعرفان فهل أنتم فاعلون؟.
عفاف سالم
تربية البيضاء أين هي من مأساة المعلم النازح 1715