تعز الحبيبة تتعرض لأبشع مجازر التصفية العرقية العنصرية, تعز التي كانت تنعم بالهدوء, تعز الثقافة، تعز الأمان.. لم تعد اليوم كذلك! هنا في تعز لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص.. تعز تئن تحت وطأة المدافع والقذائف وحتى الصواريخ.. ليس لشيء ولكن لأنها قالت لا للعصابة المارقة من يأكلون خيرات الوطن ويتنكرون له.. انتفضت تعز عن بكرة أبيها على نظام أكل عليه الدهر وشرب, عصابة تأكل الأخضر واليابس، بينما الشعب الصابر يتضور جوعاً.. تعز الآن تدفع ثمن تلك الانتفاضة كونها كانت السباقة، فالقتلة يظنون أنهم بإخماد جذوة الثورة في تعز " مصدرة الثورة" سينالون من الثورة أو سيكتفون بتدمير تعز كنوع من الانتقامية والحقد الدفين الذي يحملونه عليها..
أيها الجبناء أنتم لا تعرفون تعز! صحيح أنها بلد السلام والثقافة والمدنية إلا أنها تعرف تماماً كيف تدافع عن نفسها وعن أهلها العظماء.. أيها الواهمون, تعز اختارت نهج الثورة ولا رجعة عنه مهما طالتها يد الغدر والحقد..
من كان يظن أن "تعز" مدينة الثقافة ستتحول إلى معسكر لقمع شعبها المثقف المسالم.. تعز اليوم تُضرب بمختلف الأسلحة الثقيلة وحتى المحرمة ومن جميع الاتجاهات, كل أحيائها ومستشفياتها وناسها وبدون استثناء.. إذن هكذا تعامل تعز من قبل العصابة العسكرية، الحاكم الفعلي، في ظل صمت رهيب وتبرير للقتلة أيضاً من قبل المحافظ الذي بات شريكاً بطريقة أو بأخرى بدماء أبناء جلدته.
الغريب والملفت للنظر وجود من يتشدق "بالشرعية!".. عن أي شرعية يتحدث هؤلاء؟! أي شرعية تسمح لهؤلاء اللصوص القتلة إبادة شعب بأكمله من أجل البقاء على ذلك الكرسي اللعين؟! أي شرعية تسمح بعسكرة مدينة الثقافة وحاضرة البلدان وقتل أبنائها وأطفالها المسالمين ليل نهار؟!، أي شرعية تسمح لبلادنا تذيل قوائم الفقر والجهل والتخلف والإرهاب؟!، أي شرعية تسمح بقتل المعتصمين السلميين في الشوارع وتحت غطاء الدين؟! إنها شرعية الرصاص والدماء.. إنها شرعية القتل والدمار.. إنها شرعية العساكر.
أقول لهم أيها الواهمون! تعز عصية على التركيع والإذلال.. وعندما خرجت للمطالبة بحقوق شعب بأكمله لم تأخذ إذناً منكم، أتدرون لماذا هي عصية؟! ببساطة لأنها تعــــــــز! تعز الثقافة, تعز المدنية, تعز الثورة, تعز الصمود.. برجالاتها, بنسائها, بشيوخها وأطفالها.. لأنها تعز العز لا ترضى المذلة.
/////////