كم مرة حاصرك الظلام وشد الخناق عليك تدريجياً لدرجة أنك شعرت أن عقلك شمعة توشك أن تذوب وتنتهي، ومشاعرك مضطربة وكأنك ماطور شرب ديزل مغشوش.
يا رب الناس في العالم تطوروا وأبدعوا واخترعوا، واستثمروا، وزرعوا وحصدوا، واستثمروا وأفلحوا، وكل يوم يطوروا انفسهم ويحققوا نجاحاتهم وذواتهم، وإحنا بين الأمم مبعسسين ومضيعين أعمارنا في الظلمي بالكاد نلاحق بعد الخدمات الأساسية.
الناس يفكروا أين يقضوا إجازاتهم وإحنا نفكر بمكان ءامن ننزح إليه؟
متى يضيء الشعب نفسه بنفسه دون الحاجة لمواطير، ويصفر لنفسه بنفسه دون الحاجة إلى عدادات، ويشبك لنفسه بنفسه بعيداً عن صواعق وماسات خطوط الضغط العالي؟.
متى نرى كهرباء " ديمقرامستضية"، نشاهد فيها اللمبة إلى جوار اللمبة الأخرى؟.. شبعنا من الفاتورة والفاتورة الأخرى.. شبعنا من الرقص بالغدر من غير حتى كلمة " ياسين".
شبعنا من النفاق وترديد عبارة أي خدمات؟
شبعنا من المتأخرات ورسوم الخدمات وحق القات، وأصحاب الهبشات والهبرات.
شبعنا من الكهرباء التي تحرق ولا تضيء
شبعنا من كهرباء الزيف التي تبيع لنا الظلام
شبعنا من الدخول من الطاقات، لم تنفعنا طاقة نووية ولم ترقعنا طاقة شمسية
مش مهم يطفي العالم كله طالما قلوبنا مسرجة
الظلم ظلمات ولا يمكن أن نعيش الظلمات عندما نضيء قلوبنا جميعاً
نحن لا نرى وطننا ومستقبلنا وأحلامنا بالكهرباء ولا بالماطور ولا بالشمع
ولا حتى بعيوننا
نحن نراها بعيوننا
يوجد في أعماقنا أقوى محطات توليد الكهرباء
تقاس بالـ" ميجا ذات".
نحن المحطة والمولد و الكهرباء، و العداد والفاتورة.
وداعاً يا طفي لصي
لا فيوزات قارحة بعد اليوم.
تباً لكم أيها المطفطفون لقد حولتم ثلاجتي إلى " مدج ".
وسحقاً للفواتير الحمقاء التي ترسلونها نهاية كل شهر.
كلما زادت انطفاءاتكم، ولعت فاتوراتكم.
اللهم اجعلنا لنا من أمامنا نور ومن خلفنا نور وعن يميننا نور وعن شمالنا نور ومن فوقنا نور ومن تحتنا نور، ولا تجعل آخرتنا في محطة جهنم..
برحمتك يا نور السموات ولا يطيب الختام إلا بالصلاة على النبي
أحمد غراب
الميجا ذات ...... 2000