الخبر المهين هو ما قرأته مساء الخميس على قناة ontv المصرية، فحين كنت أشاهد ما بثته القناة عن ذكرى حرب 6أكتوبر 73م ودور الفقيد الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس هيئة الأركان العامة الذي من مصادفات القدر وفاته يوم تنحي الرئيس مبارك 11فبراير ؛كان هناك في الشات صغير: القبض على متسول يمني في السعودية وللمرة الأربعين في العام.
الخبر ظل يردد أسفل شاشة القناة ولحد يبعث على القرف، لا ادري ما إذا كان أحدكم قد شاهد برنامج المتألق جدا يسري فوده (أخر الكلام)؟ شخصياً انتابني شعور بالخجل والإهانة، فهل هنالك ما هو أسوأ من قراءة خبر وبهذا القدر المهين لكرامة الإنسانية قاطبة؟ لم أتمالك نفسي إزاء تكرار الخبر وبشكل دفعني للصراخ قائلا: اللعنة عليك من حُكم فاقد للإحساس والنخوة والكبرياء.
الخبر المفرح هو ما سمعته في اليوم التالي إذ كانت الأخت الفاضلة المناضلة توكل عبد السلام كرمان قد منحت جائزة نوبل للسلام مناصفة مع إلن جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا ومواطنتها المعارضة وليما غبوي، لم أتمالك ذاتي من التعبير عن فرحتي الغامرة بهذا الحدث الاستثنائي النادر، فامرأة يمنية عربية تظفر بجائزة المخترع السويدي (نوبل )وفي بلد منغلق ومتخلف كهذا القابع أسفل دول العالم معاناة وفقراً وتعليماً وبؤساً بلا شك مدعاة للبهجة والفخر.
هنيئاً لكنَّ يا حرائر اليمن والعرب بهذه الجائزة الدولية الأولى على ظهر البسيطة، هنيئاً لكم أيها الثوار اليمانيون المرابطون في ساحات المجد والشرف، هنيئاً لكم يا ثوار اليمن ومصر وتونس وليبيا وسوريا والبحرين والقائمة مفتوحة.
هنيئاً لكِ أيتها المرأة المحترمة جدا ( توكل كرمان ) هذا الانجاز الفريد غير مسبوق، جائزة بهذا المستوى الرفيع لهي جديرة بك يا بلقيس الزمن الحاضر، نضالك وكفاحك المرير خلال السنوات المنصرمة جعلك محل تقدير وتبجيل غالبية اليمنيين الذين لا ينسون لك مواقفك الشجاعة المنحازة لقيم العدل والحق والمساواة والمدنية.
شكرا لك يا عزيزتي توكل، فما من خبر يستحق فرحتنا أكثر من هذه الجائزة وهذه الثورة التي كنت وشقيقاتك الثائرات واحدة من أهم الأشياء الجميلة البارزة التي لا تمحى من ذاكرة التاريخ الكفاحي الإنساني، فجائزة نوبل قيمتها 10ملايين كرونر، أي أكثر بقليل من مليون دولار أمريكي، لكنها من الناحية الرمزية والمعنوية والإنسانية تضاهي ملايين المرات هذه القيمة المادية.
فهنيئاً لك توكل من أعماقنا، وشكرا لك لجنة جائزة ألبرت نوبل فعلى اقل تقدير ؛سينظر لهذه البلاد وشعبها بمنظار آخر غير ذلكم الوجه المخيف المرعب الذي أتقن الرئيس صالح ونظامه تصويره وتسويقه للعالم قاطبة.
محمد علي محسن
أخر الكلام ونوبل للسلام 2445