تعود الناس أن يعبروا عن فرحهم بالطُليعات ومع ذلك لم أسمع صوت طُليعة واحدة مع أن المناسبة تستحق ما هو أكثر من الُطليعات والبرعات والأهازيج والأغاني، فليس بالأمر العادي أن تفوز يمنية من بنات بلادي بجائزة نوبل للسلام ونحن الذين لم يسبق لنا أن فزنا ولو بجائزة نوفل لأحسن مطعم فول.
الحمدلله أن التي فازت بجائزة نوبل امرأة يمنية وليس رجلاً يمنياً، إذا كان أحدهم قرح خمسة قرون من جبى البيت لأن ولده نجح بعد ما جلس أربع سنين راسب في ثالث إعدادي، فكيف سيفعل من فاز ولده بجائزة نوبل للسلام، لا شك أنه سيجعلها جائزة نوبل للجنان وسيجعل المرحوم نوبل يقوم من قبره، فجائزة نوبل ما وجدت أصلاً إلا لمنع القراح على اعتبار أن عمنا نوبل نكب البشرية عندما اخترع البارود فسوى هذه الجائزة براءة ذمة من كل أنواع الحروب والبارود والطماش والطليعات.
من الآن فصاعداً لما تروح أي مكان في العالم ويسألوك من أين أنت؟ تقول: "أنا من بلاد توكل جائزة نوبل".
وإذا كانوا سحبوا مني الجواز في إحدى الدول العربية أكثر من أربع مرات لا لشيء إلا لأني كنت أنفعل عندما انتقد من يقلل شأن اليمنيين أو يسخر من بلادي فإنني من الآن وصاعداً سأدوخ بهم إينما سرت بل وسأخرج لساني وأسخر منهم كما يفعل الأطفال الصغار وأهتف "أحنا معنا جائزة نوبل وأنتم ما بش معاكم".
وكلما شفت شخصاً يشتي يستفزني علشان أتضارب معه سأقوله: "لولا أن معانا جائزة نوبل للسلام كنت باضربك وأدشدشك واخلي وجهك هو والقاع سواء"
حصول يمنية من أخواتنا على جائزة نوبل للسلام هو مكسب وفخر لليمن واليمنيين وفي مثل هذا الحدث العام لا مجال للتأويلات أو التأطيرات الضيفة.
مبروك لتوكل ومبروك لليمن هذا الانجاز الرائع ومبروك لكل نساء وبنات بلادي فهن ورب الكعبة يملكن من الطموح والإرادة والنجاح والتفوق ما يجعلنا نفاخر بهن أمام العالم بأكمله.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ويا محبي النبي صلوا عليه
أحمد غراب
نوبل وتوكل: فرحة للكل 2568