زمان قبل أكثر من ألف سنة، أيام ما كنت " خليفة "، كنت أجلس فوق الكرسي واحلف: "والله لو طحس حمار في نقيل سمارة، أو اشترغت بقرة في سهل تهامة لخشيت أن يسألني الله عنهما".
اليوم وأنا زعيم، أصبحت اجلس فوق الكرسي وأنا احلف: "والله لو وضعوا مجلس الأمن في يميني ومجلس التعاون الخليجي في يساري على أن اترك هذا الكرسي ما تركته حتى أفنى أو يفنى الشعب".
سار من كل شيء احسنه حتى الكراسي، كرسي زمان كان مثل الغيل يسقي الناس كلهم، وكلما شربوا منه يبارك الله فيه فيصب صباً وكأنه شلال، اليوم الكرسي مثل "الوايت".
زمان عندما كنت والي "قشقندر" ( ورجاءً لا تسألوني أين تقع قشقندر هذه)، كنت اطفي الشمعة، واجلس بالغدرة، لأن الشمعة من بيت مال المسلمين.
اليوم الكهرباء كلها عندي من أمامي لمبة ومن خلفي لمبة وعن يميني لمبة وعن شمالي لمبة، والشعب كله غارق في "الظلمي"، ليش؟! لأن الشعب نور والكرسي ظلام، فالكرسي هو من يحتاج الكهرباء.
زمان عندما كنت "حاكم" في بلاد ما وراء العصيد، كنت كلما جيت اخطب بالشعب وأقول لهم: "أحييكم.." ينهض فلاح مسكين ويهتف في وجهي: "لا حيا ولا قوى، إلا بعدما تقول لنا من فين أديت "الصندل" الجديد اللي في ارجلك؟!".
أما اليوم أنا اسأل وما احد يسألني، مرة واحد سألني: من أين لك هذا؟.
بعد خمس دقائق كان يسأل: أين أنا يا هذا؟!
زمان المهاتما غاندي ذهب لاستقبال ملك انجلترا وهو شبه عاري، فسأله الصحفيون لماذا استقبلت الملك عارياً؟ فقال:"لقد كان يرتدي من الثياب ما يكفي لنا جميعاً".
واذكر أنني أنا ( المهاتما غرابي ) عندما كنت والي ولاة "خبانستان" كنت أسير آكل بطاط من حق الشاوش الله يرحمه وأقوله أنا فدى ابوك زيد السحاوق، وكنت أنام بنوم عيني وأنا على ظهر الحمار حق جدي.
أما كراسي اليوم فحدث وفيه حرج، إذا اشتي اخرج اجيب كيلو طماط من السوق امشي وبعدي عشرين مصفحة، كلها ضد الرصاص، وما اخرج إلا بعدما يسووا تعداد سكاني، ويقشطوا الشوارع قشط وتعلن هيئة الأرصاد أن الأجواء غائمة إلى غائمة جزئياً، ويسووا فحص الـ"دي إن أي" لبائع الطماط ويقدموا لي عشرة تقارير تؤكد أن الطماطم والقنابل توأمان وتقرير يقول إنهم إخوة من الرضاعة.
يحكى أنه كان للحكيم لقمان سبعة نسور، في كل فترة يموت نسر، وأقواها وأطولها عمراً نسر اسمه "لبد"، حتى لقمان ذاته لم يكن يعتقد أن هذا النسر سيضعف أو يدركه الأجل كالنسور التي قبله، لكن ما جرى عليها جرى عليه، شاب فمات، فقال لقمان: " طال الأبد على لبد، واتى أبد على لبد".
ويروى أن المسيح عليه السلام نزل بمدينة فآذاه أهلها فدعا عليهم فقال: "اللهم اجعلهم كلهم رؤساء".
يقول علي ولد زايد : يا ليت لي قلب سالي ولا عليا ولا لي.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي المختار..