;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

عن فتوى جهابذة علماء السلطان 2244

2011-10-03 04:42:18


إسمعوا وأنصتوا فإن الكلام محرم في عهد هذا النظام، تلك باختصار فتوى جهابذة علماء السلطان،كل شيء حلال للنظام حرام على الشعب الذي عليه أن يظل خانعاً منقاداً لولي الأمر،مهما كان عسفه وجوره وظلمه على الشعب الذي عليه أن يقول: أنت ولي أمرنا لك الحمد من قبل ومن بعد،ونحن عبيدك وعبيد إحسانك، إن شئت أطلقتنا وإن شئت أسرتنا فأنت مالك أمرنا، بيدك زمامنا وسوط عذابنا أنت.. ولم يبق من الفتوى سوى التسبيح لولي الأمر ولي القدرة صاحب المشيئة،وربما تغافل عنها أو أغفلوها، ولو أن سطور هذه الفتوى تشير بهذا الحمد والتسبيح فالمجد للسلطان في الأعالي، هكذا أطلقها أصحاب الفضيلة جداً، وقد رأوا السلطان حاكم أمره يعز من يشاء ويذل من يشاء وأن الخروج عليه كفر وزندقة وعصيان،والعتب عليه حتى يرضى أقصى ما يذهب إليه الشعب،وإلا فلا يلومن كل إلا نفسه إن شق عصا الطاعة وخرج عن الجماعة. هذا ما قالته فتوى علماء السلطان...فما الذي لم تقله؟.. لم تقل الفتوى أن بيع الغاز بأبخس الأثمان وهو ثروة شعب حرام، لم تقل أن الرشوة والفساد المالي والإداري حرام.ولم تقل أن القضاء بما هو عليه من صورة شيطانية من عدم إنصاف بين الناس وتطويل القضايا حرام، وأن التزوير في الصندوق حرام.. وأن الاستئثار بالسلطة وجعلها حكراً بيد الأقارب وأقارب الأقارب وأنساب الأقارب حرام.. ولم تقل أن عدم تدوير الوظائف وبقاء الوزراء والوكلاء ومدراء العموم عشرات السنوات حرام..ولم تقل أن خلق الأزمات الاقتصادية وإشعال الفتن والحروب وتأزيم الحياة السياسية والتسويف والمماطلة باسم الحوار حرام..لم تقل أن وضع صور الزعيم المؤتمن في مكاتب المسؤولين بدلاً عن كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله حرام.
وأن غياب الاستثمار واحتكاره بيد قوى محددة تستغل المنصب في مصالحها الذاتية حرام، وأن غياب المواطنة المتساوية وافتقاد الإنسان لكرامته وحريته حرام، وأن استحضار الدستور وقت الحاجة إليه وتعطيله حين لالزوم له حرام.. ولم تقل الفتوى أن الوساطة والمحسوبية والرشوة والغش والخداع والقهر وجعل السجون لمن يطالب حقوقه حرام.ولم تقل بأهمية إصلاح السجون وأقسام الشرطة التي تحولت إلى أداة قمع وجلد للمواطن الذي يطالب بحقوقه، لم تقل أن تبديد ثروات البلاد والعباد المعدنية والزراعية والحيوانية والسمكية حرام، ولم تقل الفتوى أن الكذب من على المنابر الإعلامية والحوقلة لولي النعمة حرام، ولم تقل أن كل المشاريع تتم بناءً على غير المواصفات وعلى الاختلاس والرشى والكذب حرام، لم تدع ولي الأمر للزج ولو بفاسد واحد إلى السجن تطييب خاطر حتى، لم تقل أن الصندوق الذي يتحدث عنه يخضع لحراسته وتمويله وقوته وهذا حرام لما يستتبعه من تزوير وإثم، وأن الناس انتخبوا فخامته بناءً على برنامج لم يف به وزاد الفساد في البر والبحر وهم في حل من هذا العهد لعدم الوفاء بما التزم به من كهرباء نووية وسكة حديدية وقضاء على البطالة والفقر..كما لم تقل أن حصار الشعب في قوته وقطع الكهرباء عنه ومنع المحروقات من أن تصل إلى المواطن ورفع الأسعار والمتاجرة بقوت الغلابا حرام..لم تقل الفتوى أن إفقاد الوطن سيادته واستقلاله ورهنه لقوى خارجية تسرح وتمرح في أرضه وسمائه حرام، ولم تقل الفتوى أن كل ماهو للشعب مهدم وغير صالح وأن شارعاً واحداً على امتداد الخارطة اليمنية هو مرقع أو مطبات وغير صالح للسير الآدمي ما بالنا بالمركبات وأن مواسم المطر تكشف حجم التلاعب الكبير في منشآت تصريف المياه وهذا حرام.. ولم تقل أن الصحة والسكن هي تلاعب بحياة المواطن لغياب الرادع القانوني وهذا حرام، ولم تقل أن الخدمات الأساسية في الكهرباء والصحة والسكن والمياه غير متوفرة وهي أمور من مهام الدولة، ولم تقل أن المحاباة والمجاملة وتقريب أصحاب الذمم الغليظة على حساب الكفاءات والقدرات أمر معيب وهذا حرام، ولم تشر الفتوى لا من قريب ولا من بعيد إلى قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الظالمون)وقوله تعالى(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون), ولم تقل الفتوى: أيها النظام إن الدستور غير مطبق والقانون في إجازة والحكم كله قائم على التحكيم والوجيه وعفى الله عما سلف على قضايا وطن صميمية لاتقبل التنازل عن أمر مهما كان بسيطاً، ولم تقل الفتوى بوجوب العدل بين الرعية وأن هذا الوطن غدا فيه البقاء للأقوى،وأن نظرية (داروين) في النشوء والإرتقاء لم تثبت صحتها الا لدى النظام حيث البقاء لمن يمتلك القوة والسلطة والثروة (البقاء للأقوى ) وهي أمور ليست بيد الشعب وهذا حرام، لم يطالب أصحاب الفضيلة جداً تقديم ولو ربع فاسد للعدالة واليوم فقط على الأقل ليرى الناس بصيص إصلاح لتكون فتواهم قابلة للتسويق، ولم يتكلم أصحاب الفضيلة أمام سلطان جائر، لم تقل الفتوى(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)، ولم تشر إلى أنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)..لم تترحم الفتوى على دماء الذين سقطوا من أجل المطالبة بالحرية والعدالة في جمعة الكرامة وما قبلها وما بعدها، ولم تقل أن قنص طفل عمره عشرة أشهر حرام، ولم تقل أن قصف مواطن بـ(الآر بي جي )بشاعة، ولم تقل فتواهم أن الحرية هي الأصل وما عداها استثناء، لم تقل كل ذلك فجعلت أمور البلاد والعباد بيد النظام واعتبرت من يقول بخلاف ذلك خارج عن الجماعة.. جماعة أصحاب الفضيلة النظام والشعب هو المفرد الذي يشق عصا الطاعة..هؤلاء العلماء لم يتعبوا وهم يهرولون من أجل إرضاء النظام،لكنهم وقعوا في براثن غضب الشعب، أرادو السلطان راضياً عنهم فكسبوا سخط الله،وهؤلاء العلماء لم يتحدثوا عن الحقوق والحريات والتداول السلمي للسلطة وفق قواعد وضوابط قانونية،فاختاروا الولاء المطلق للسلطان باسم حقوقنا وحرياتنا وليت أصحاب الفضيلة طبخوا فتواهم جيداً ووضعوا عليها قليلاً من البهارات والفلافل باسم النصيحة حتى لا تكون كلها رياءً ونفاقاً.. ويا أصحاب الفضيلة ديننا الإسلامي دين عزة وشموخ وكلمة حق يرفض الذل والخنوع والعبودية والظلم والقهر والرشى ولو لم يكن كذلك فليس بدين، ولو أن ديناً يقبل بكل المعيب الحرام والظلم والقهر والتسلط والاستئثار بالمال العام ولا يدعو إلى الفضيلة ونصرة الحق لفضلت( الهندوسية )عليه.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد