;
أحمد محمد نعمان
أحمد محمد نعمان

عودة صالح تفجير للوضع وهدم للمصالح 1865

2011-10-01 04:31:54


النفوس الطيبة. والقلوب الصافية، والصدور الرحبة، والعقول النيرة، والضمائر الحية، دائما تقود أصحابها إلى كل مكرمة وتبعدهم عن كل رذيلة ومذمة وتجعلهم يتعظون ويعتبرون من كل الأحداث صغيرها وكبيرها، وهؤلاء هم من ذكرهم الله في محكم كتابه الكريم(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) أما النفوس الخبيثة، والقلوب المسودة،والضمائر الميتة، والصدور الكئيبة، فلها أصحابهاً أيضاً الذين لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم الشخصية ولو أدى ذلك إلى ظلم الآخرين ونهب ممتلكاتهم وضياع حقوقهم وتكميم أفواههم وكتم نفوسهم، ولو كان المظلوم شعب بأسره، فهذا حقيقة ما يحدث اليوم في الشعوب العربية وبالأخص في اليمن وسوريا  من قبل صالح والأسد ونظاميهما العائلي السلطوي الفاسد.
 فقد ظل اليمنيون وغيرهم  من أحرار العالم الذين يرقبون أحداث الثورة اليمنية منتظرين مفاجئة  صالح لشعبه  بعد تماثله للشفاء  من حادث قصر الرئاسة وبعد علاجه في السعودية لمدة تزيد على ثلاثة أشهر وكان توقع الجميع بما فيهم الشرفاء ممن تبقى بالمؤتمر الشعبي العام توبة صالح وندمه على الجرائم المرتكبة من قبل نظامه العائلي ضد شعبه كما توقع الجميع أن أول حديث له من الرياض أو من صنعاء سيكون بإعلانه عن توقيعه  للمبادرة الخليجية ـ قولاً وعملاً ـ ونقل جميع سلطاته إلى نائبه وتخليه عن السلطة ورحيله منها مع جميع عائلته وذلك استجابة لطلب شعبه وللدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي، لاسيما بعد أن تبادر للأذهان نبأ  عودة صالح المفاجئة إلى عدن ومن ثم إلى صنعاء بشكل سري وفي وقت متأخر من الليل وفي الظلام الدامس، وتمت الترتيبات وتشديد الحراسة الأمنية في مطار عدن تحت غطاء مجيء وفد خليجي  وقد فُسرت  هذه الترتيبات التي قام بها بقايا النظام  على وجود قناعة تامة  لديهم بعدم صلاحية صالح للبقاء بالسلطة ومَكرهة شعبه له ولعائلته وضرورة خروجهم جميعا من السلطة ومغادرة البلاد، وإلا لما جاء ليلا خلسة وبشكل سري والمعلوم أن التحرك في ظلام الليل خفية  لا يكون  في الغالب  إلا لمرتكبي الجرائم الذين يحرصون على عدم اكتشافها وفي غياب الأنظار  حتى لا تطالهم يد العدالة، وحتى يفروا من العقاب، أما الرؤساء  والملوك  فمعلوم عنهم أنهم لا يتحركون  من دولة إلى أخرى إلا بمراسيم رئاسية وفي ضوء النهار وبعلم القاصي والداني وتنشر وسائل الإعلام   خبر العزم على المغادرة   قبلها بأيام، ويتساءل كثيرون قائلين: (لو كان صالح بالفعل صالح لما عاد إلى اليمن ليفجر  الوضع ويهدم المصالح) ولو كان صادقاً لوقع على المبادرة الخليجية بنفسه كما وقع على القرار رقم (124) المتضمن تفويضه لنائبه للحوار مع المعارضة والذي لم يُطلب منه ولا هو ضمن المبادرة وبمجيئه إلى صنعاء  تفجر الوضع واشتعل الحرب وقام حرسه وأمنه العائلي بقتل الثوار في الساحات والميادين وفي القرى والأرياف ومع انه ظهر على التلفاز ليلة عيد 26ستمبر مريضاً كئيباً يقرأ خطابه من قصاصة الورق وانتظر الشعب منه إعلان المفاجئة بالتوقيع على المبادرة  والتنحي وقد اتضح انه عاد بقميص عثمان وإلى اسطوانته القديمة التي يعتمدوا فيها على المراوغة والكذب على الشعب والمجتمع الدولي وبالتناقض مع نفسه حيث زعم في خطابه انه ملتزم بتنفيذ المبادرة الخليجية ولكن دون أن يوقعها وما أشنع الكذب وأذل صاحبه واختتم هذا المقال بمجموعة من الحكم والنصائح أهداها شاعر الجزيرة العربية الدكتور عبد الرحمن العشماوي إلى علي صالح عبر قصيدة طويلة حكمٌ كلُّها ولكن نقتطف  لبابها  وست أبيات منها : رحيلك -لو فطنت-هو الصواب ..                     يُخَفّ به عن الناس المُصابُ
 رحيلك مُنْقِذٌ للناس فارحل                      لكيلا يشعل الحطبَ الثقابُ
أبعدَ القتل تطمع في مقامٍ                      وترجو أن يعز لك الجنابُ!!
خطابك – لو علمت – خطاب وهمٍ                       وكيف يصح بالوهم الخطابُ
هو اليمن السعيد يظل رمزاً                             بحكمته وإن نعق الغرابُ
لقد فات القطار فلا مجيءٌ                       إلى ما تشتهيه ولا ذهابُ 
anomanlawyer1@gmail.com    

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد