المشهد اليمني الراهن من أعقد الأزمات التي تواجه عرب الخليج والجزيرة العربية، والكثيرون منهم يقرأون هذا المشهد بعمق، ويدركون الأجزاء الغاطسة من جبل الجليد اليمني، بما فيها قدرات الرئيس علي عبدالله صالح الفائقة في المناورة والتذاكي وكسب الوقت .
منظومة مجلس التعاون، مدعومة بموقف غربي حذر، طرحت في وقت مبكر مبادرة لوقف نزيف الدم وإنقاذ اليمن وكذلك إخراج الرئيس اليمني من الأزمة، بشكل يحفظ له مكانته وماء وجهه، لكن النظام المراوغ، وعلى مدى الشهور الأربعة الماضية، حرص على وضع العصي الغليظة في دواليب هذه المبادرة، وما اهتز له جفن، وهو يشاهد وطنه يتشظى وينقسم على ذاته .
لقد طال صمت وصبر منظومة مجلس التعاون، على المماطلات والمناورات، وظلت مكبلة أخلاقياً وعُرفاً بحالة الرئيس اليمني في فترة العلاج، في انتظار معافاته وعودته إلى بلاده بعد “ترميمه” .
واليوم، وها هو قد عاد إلى صنعاء، يصدم المواطن في الخليج والجزيرة العربية بهذا الفائض من ثقافة التذاكي و"اللف والدوران" التي مازالت في عقليته، ومسلكياته، وتشجعه على المضي في قديمه، فيما دماء أبناء شعبه تسيل في الساحات .
ستكون الخسارة فادحة لليمن والخليج والجزيرة العربية في آن، إن تمكن النظام المناور، من إطالة شقاء الشعب اليمني، ودفع الحراك الانتفاضي إلى مقابلة العنف بالعنف .
الرئيس اليمني مازال يتلاعب بالمبادرة الخليجية، من خلال استعراضات كلامية، تعلن غير ما تبطن، وتحجب وراءها ما هو أخطر .
إن دول الخليج، التي بقيت صابرة ومنتظرة، مطالبة اليوم قبل الغد بأن تبحث عن آليات مغايرة وشجاعة حاسمة، توقف اللامبالاة والعبث وترشد سفينة اليمن إلى بر الأمان .
التعاطي بصبر مع انحدار اليمن نحو الهاوية يجب أن يكون له حدود، قبل أن ينزلق البلد إلى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر .
نقلاً عن الخليج الإماراتية
افتتاحية الخليج الاماراتية
للصبر حدود 1587