من الواضح أن الرئيس/ اليمني علي صالح لا يريد حل أزمة اليمن وإخراج بلاده من مستنقع عدم الاستقرار السياسي بدعوته لانتخابات رئاسية مبكرة وإعلانه المبهم بتسليم السلطة بدلاً من التنحي بشكل واضح وتسليم السلطة لنائبه وفقاً للمبادرة الخليجية المدعومة محلياً وإقليمياً ودولياً، لأنها لبت مطالب الشعب اليمني الذي ظل منذ شهور يطالب بتنحيته وإن خطابه الأول الذي ألقاه أمس بعد دعوته يوم الجمعة الماضي من الرياض يؤكد عدم استعداده لتقديم تنازلات لحل الأزمة.
ولذلك فإن الأوضاع باليمن مرشحة للتصعيد أكثر، لأن الرئيس صالح لم يقدم أي تنازل لحل الأزمة ولايزال يصر على مواقفه السابقة والتي رفضتها المعارضة وشباب الثورة وإن ما قاله من مقترحات لحل الأزمة ليست جديدة بل كرر ما ظل يقوله قبل ذهابه للسعودية للعلاج وانه بهذا الموقف يكرس لوضع متأزم سيكون هو المسؤول عن أي تداعيات سالبة تنتج عنه.
إن على الرئيس صالح أن يدرك أن الحل ليس في إجراء انتخابات مبكرة باليمن وإنما في تنحّيه هو شخصياً طوعاً أو كرهاً وتسليم السلطة لنائبه وفقاً للمبادرة الخليجية وان أي محاولة لإيجاد مخرج آخر غير مقبول وان عليه إذا كان جاداً في نقل السلطة أن يلتزم بالمبادرة وأن يوقع هو شخصياً على قرار نقل السلطة لنائبه بصلاحيات وسلطات رئيس الجمهورية، لأن ذلك هو الحل للازمة اليمنية التي خلقها صالح شخصياً بإصراره على التمسك بالسلطة رغم الرفض الشعبي.
من المؤكد انه لا مخرج للأزمة اليمنية إلا بالمبادرة الخليجية والتي قبلتها المعارضة اليمنية بأطيافها المختلفة، لأن البديل لها تفتيت اليمن وتقسيمه وتمزيقه وإن إصرار صالح على إجراء الانتخابات بدلاً من القبول الواضح بالمبادرة سيعقد الأوضاع باليمن ويؤكد أن عودته من الرياض ليس في صالح انفراج الأزمة بل هي تكريس للواقع المرفوض من الشعب اليمني الذي قال كلمته في الرئيس ونظامه وانه لن يقبل إلا بتنحيه عن السلطة وتسليمها لنائبه، كما أنه لن يقبل بالمراوغة التي برع فيها صالح.
لقد اتضح للجميع أن الرئيس صالح يريد تأزيم الأوضاع وأن عودته المفاجئة ساهمت بشكل مباشر في ما جرى ويجري بصنعاء من قتل متعمد للمعارضين رغم أن الجميع كان يتمني أن يكون في عودته الحل للازمة بأن يعلن بشكل صريح وواضح تنحيه عن الحكم ومنح الشعب اليمني الحق في اختيار من يحكمه ولكنه بدلا من ذلك هاهو يكيل الاتهامات للمعارضة من جديد ويتحدث ضمنا عن الانتخابات كحل للازمة رغم اداركه أن الشعب اليمني لن يقبل بالمقترحات الجديدة والتي لم يضف إليها أي جديد، لأن هدفه واضح وهو التمسك بكرسي الرئاسة فقط وكسب المزيد من الزمن لتنفيذ خططه المعدة سلفاً ومن بينها التوريث.
نقلاً عن الراية القطرية
رأي الراية القطريه
لا وقت للمراوغة 1778