إذا كانت مصر قد أنجبت "الحاج متولي"، فإن اليمن أنجبت الحاج "منير"، ومنير احد اعز اصدقائي وهو شاب عصامي بدأ حياته من الصفر حتى اصبح رجل اعمال ناجح، وهو متزوج حاليا ثنتين ويبدو والله اعلم انه منشن على الثالثة فقد فضي شقة جديدة في منزله.
والحقيقة أن الحاج منير ضرب أروع الأمثلة في الحوار والتعايش بين الحضارات اقصد "الضرات"، فكل واحدة من زوجاته تحب الأخرى، ولو حصل واندلع بينهما النزاع مثل كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية فلا شك انه سيلجأ الى استخدام حق "الفيتو" ويتزوج الثالثة.
واعتقد والله أعلم أن الشخص عندما يتزوج أكثر من واحدة يصبح مدمن على الزواج فيتمنى الثالثة والرابعة.
العجيب أن من جلس مع منير ما يروح الا وهو ناوي يتزوج على مرته، تجلس معه وانت من حزب الزوجة الواحدة، تخرج من عنده وانت تهتف وكأنك ماشي في مظاهرة:" لا تراجع لا استسلام، حتى اتزوج على المدام".
يقول منير:" كلما تزوج الواحد يبارك له الله ويرزقه اكثر، ..".
نسوان الحارة مشددات على ازواجهن ما يجالسوا منير خوفا من ان تنتقل اليهم العدوى، تشوف الواحدة منهم واقفة لزوجها عند الباب قبل أن يخرج وهي ماسكة المبخرة بيدها وتعوذه:" رقيتك واسترقيتك من مسايرة منير، ومن انك تتزوج عليا وتطير".
وواحدة تقول لزوجها:" اذهب الى جهنم وبئس المصير، لكن لا تمشي مع منير".
و كنت كلما سمعت ان فلان او علان تزوج على مرته اقول هذا اكيد جلس مع منير وصابته الانفلونزا.
كتبت له رسالة هاتفية:" خبر عاجل انفلونزا منير تنتشر بين اليمنيين والاتحاد العالمي للزوجات يطالب باعتقاله هو والحاج متولي".
وحتى نكون منصفين دعونا نعرض وجهة نظر معظم النساء في بلادنا من تعدد الزوجات:" ليش يتزوج عليا؟! ايش ناقص عليه!! ايش الشيء الذي سيتوفر عند الثانية وهو غير موجود عندي، يا ناكر المعروف ما أسرع نسيت صبري عليك أيام فقرك وطفرك، صبرت على فقرك صبر الحجر في مدرب السيل واعظم وأول ما ربك فتحها عليك بدل ما تعوضني عن أيام الصبر تجازيني وتروح تدي لي طبينة".
امرأة في الخامسة والأربعين من عمرها اصيبت بجلطة عندما تفاجأت أن زوجها تزوج عليها واخرى فاجأها زوجها ودخل البيت وهو يمسك بعروسه ففقأت له عينه.
الحمد لله انا عندي مناعة ضد انفلونزا منير، سبحان الله ما يقيد الا وحوش، احسن حاجة يفعلها الفقير مننا هذه الايام والدنيا حرب انه يتزوج على مرته علشان اذا قابل ربه يكون شهيد، يكتبوا على قبره الشهيد "مابش" المتوفي في معركة "هات".



 واذا حصل واصابتني انفلونزا منير وقررت الزواج بثانية فلا شك انني قبلها سأشتري درعا مضادا للرصاص قبل أن أفكر بشراء شبكة أو جهاز "الزوجة الثانية" حتى لا يتحول عقد الزفاف إلى وصية "يوصى بها أو دين"، أو على الأقل حتى لا أتعرض للإصابة بعاهة مستديمة.
عطروا قلوبكم بالصلاة والسلام على رسول الله اللهم صلي وسلم وبارك عليه.
ghurab77@gmail.com