;
د.عبدالعليم العريقي
د.عبدالعليم العريقي

إلى النظام والمتعاطفين معه 2103

2011-09-28 04:29:54


     إن الأحداث الأخيرة التي اندلعت في تونس ومصر وليبيا وقبل ذلك بعقود في اندونيسيا و إيران ورومانيا وغيرها في تاريخ الإنسان المعاصر ـ أم ماضيه نابعة من سوء استخدام السلطة وتوسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء فيتبع هذا وذاك انتشار الفساد الأخلاقي والإداري والمالي، فتظهر وتنمو وتينع وتقوى مقاومة شعبية يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، فتأتي ساعة الصفر التي تتحول فيها المقاومة الشعبية إلى عاصفة لا تقوى الوقوف أمامها أقوى الجيوش بما تملك من أدوات الموت الحديثة، فتعصف برموز الديكتاتورية وذيولهم ومن يقفون خلفهم.
فالإنسان بطبيعته وغريزته يتعلم من أخطائه ومن أخطاء الآخرين، لكني ما أراه في ساسة العالم الإسلامي عامة والعالم العربي خاصة شذوذهم عن هذه القاعدة وكأنهم عمي بكم صم فهم لا يفقهون شيئا بما يدور حولهم ولا يستخلصون العبر ولا يكلفون أنفسهم بدراسة أسباب تلك الأحداث وكأن الموت لن يعرف طريقه إليهم أو كأن شعوبهم أحجار وجماد لا تسري فيه الحياة ولا تقتدي بتلك الشعوب العاصفة. فالنظم السياسية الموجودة في الساحة الإسلامية والعربية كما يبدو لكثيرين منا نظماً ملكية ونظماً جمهورية لكنها في الحقيقة وجهان لعملة واحدة. فالنظام الملكي مسلم به أما الأنظمة الجمهورية التي ترتكز على الشعب حسب تصريحات قادة تلك الجمهوريات نجدها مقنعة بالشعارات البراقة والجميلة والتي توحي بأنهم يرفضون تركيز السلطة واستمرارها في يد شخصية أو أسرة أو فئة معينة واحدة دون الآخرين.ويطلقون ألسنتهم تلفظ بالديمقراطية وحكم الشعب نفسه بنفسه والإصلاحات المالية والإدارية والقضاء على الفساد بكل أنواعه وأشكاله والعيش الكريم وما إلى ذلك من شعارات وخلف ذلك القناع تختفي وجوه قبيحة ونفوس خبيثة وأياد تلطخت بدماء شرفاء شعوبهم.
فإذا القينا نظرة متفحصة على الأنظمة الجمهورية فقادتها امتطوا فرس السياسة واستطاعوا الوصول إلى قمتها ليس عبر شعوبهم بل بالانقلابات العسكرية داخل النظام الجمهوري ذاته او مشارك في قتل من سبقه أو تغيير النظام الملكي إلى نظام جمهوري وما إن يصل الفرد إلى قمة الدولة يبدأ بتجذير السلطة ومد نفوذه وإحكام قبضته بإهداء المراكز والمناصب الإستراتيجية لأفراد أسرته والمقربين إليه والدائرين في فلكه عندئذ يبدأ الفصل الجديد من مسرحيتهم، فيطلقون عنان أيديهم لتمتد إلى أفواه شعوبهم لانتزاع لقمة عيشهم والى جيوبهم لنهب أموالهم والى أعراضهم لإطفاء ملذاتهم الشيطانية، فينشرون الفساد ويخترقون القوانين ويتعدون الحدود دون خجل من الخالق ومخلوقاته يطلبون التبجيل لدرجة أن في بعض الدول العربية ذات الأنظمة الشمولية تطرق أذن السامع أين ما كان شتائم موجهة إلى الخالق عز وجل دون أن يجد من يردع متلفظ تلك الشتائم لا بالفعل ولا بالنصيحة، لكن إذا تلفظ شخص آخر على رئيس الدولة وأعوانه يكاد أن لا يكمل ألفاظه وإذا به يسبح في بركة دمائه ولن يكتفى بهذا بل يزج به في ظلمات سجون حامي الشعب المبجل وسيئته تلك تعم أسرته بكاملها.
ومرة أخرى تدق الطبول معلنة الحرب تتلوها أخرى على الفساد بينما، متسببيه يتقلدون الأوسمة ويحشرون أنفسهم في صفوف صناع التاريخ الحديث.
فمجرد إشارة إلى هؤلاء جريمة لا تغتفر ونكران الجميل.
ولا اخفي عليكم باني حاولت تفسير مصطلح الفساد في عقلية الساسة المبجلين وبعد البحث في قواميسهم إذا به دمية لا حول لها ولا قوة عندما يصرخ الشعب ويريد أن يخرج من قمقمه أعلنوا عليه الحرب وأسقطوه بوابل من الخطط الاقتصادية والإصلاحات الإدارية، فتظهر إلى السطح معادلة عكسية في حالة الإصلاحات المالية والإدارية كروشهم تزداد توسعا من شدة تخمتها وكروش شعوبهم تربط بالحبال, أرصدتهم في بنوك مختلفة تكاد تنفجر من ثقل حمولتها وجيوب شعوبهم خاوية, يأكلون ألذ المأكولات وأطيب المشروبات وشعوبهم تأكل من مخلفات قماماتهم، نسائهم يتنزهن في حدائق أوروبا وزبائن دائمة لصالونات الموضة ومعارض الأزياء العالمية، بينما نساء شعوبهم خادمات عندهن والبعض منهن يبعن أجسادهن في منازل مالكي الأوراق المالية المحليين والأجانب لتوفير حليب الأطفال, أطفال الساسة يقتنون آخر أجيال ما أنتجته مصانع السيارات والتقنيات الأخرى. اذا أصيب احدهم بزكام أسعف بطائرة خاصة إلى أشهر مستشفيات العالم.
اما أطفال شعوبهم يتجرعون نفايا المصانع الأوروبية وأقدامهم دامية وأجسادهم عارية ويموتون في مستشفيات نظمهم موت الحيوان الذي ليس له سيد في أوروبا.
ويستمر الرئيس على السلطة بالديكتاتورية وتارة أخرى ديمقراطياً بنسبة تفوق 99% ويتبع هذا استمرار أسرته والمقربين حوله لا يزيحه دستور أو عرف، فالنهاية الحتمية لهؤلاء هي بكل تأكيد الموت الطبيعي أو انقلاب عسكري آخر إما عاصفة شعبية وتتكرر فصول المسرحية مرة ومرة مع اختلاف وجوه الممثلين وتجمعهم نهاية واحدة فالسلطة منتهية والثروة نافذة ولقاء الخالق ذاتية وجهنم لالتهامهم ناظرة حينها شجرة الزقوم بطونهم مالئة، فاعتبروا يا أولي الألباب. واني لمستغرب من رجل ميؤوس من السلطة كادت تغرمه حياته في ذمته آلاف الشهداء والجرحى. أذل شعبه يتم ألأطفال وأرمل النساء ولا يريد أن يورث عرشه لولده حسب قوله وحد الأرض وفرق الإنسان فكلما تقدم الثوار السلميون خطوة استخدم الأسلحة المختلفة بما فيها الثقيلة وكأنه يواجه عدواً شرساً يتباين عنه بالقومية والديانة. من اجل ماذا تسفك الدماء الطاهرة ومن اجل ماذا تزهق الأنفس هل من اجل الذود عن الوطن، أم من اجل الدفاع عن شرف المواطن، أم أن أحدا أقدم على الاستيلاء على ممتلكات الرجل ألأوحد في البلاد؟، بل على سلطة زائلة لا يريدها بلسانه ومتشبث بها بأفعاله الدموية الشنيعة والبشعة. ألا تتقي الله يا رجل؟ نفس واحدة تقتل بغير حق تدخل قاتلها النار فكيف بهذا الكم الكبير من الأنفس ألم تسأل نفسك أين مصيرك في الآخرة مع من ستحشر مع القتلة السفاكين المجرمين مع من فرقوا شعوبهم وجعلوهم شيعا.
 و أريد أن اطرح سؤالا على من يقفون ـ قولا وعملا ـ بجانب علي عبد الله صالح ويحملون السلاح ويقتلون النفس المحرمة لا في حماية الوطن أو الدين أو العرض بل لإرضاء إنسان أو أسرة ستتبرأ من أفعالكم في الدنيا قبل الآخرة، اسألوا أنفسكم ماذا عمل للوطن والشعب اهانات في الخارج وسقم في الداخل. ماذا عمل للدين وللشريعة الإسلامية هل تطبق حدود الله؟ في عهده انتشرت الرذيلة دون رادع. ماذا عمل للتعليم؟ أصبح الجهل سيداً ويبني بيوتاً لا أساس لها والعلم يهدم بيوت العز والشرف. ماذا عمل للصحة؟، أصبح الفقير المريض ليس له الحق في الحصول على عناية صحية لعوزه، فيموت في المستشفيات الحكومية دون رحمة أو شفقة.
استفيق إلى رشدك أيها المتعاطف مع علي صالح وأسرته أنت تقدم نفسك رخيصة لهم وهم يقودونك إلى جهنم أنت تدافع عنهم وتقتل أخيك في المواطنة والدين وعند نجاح الثورة سيتركونك خسران الدنيا والآخرة ولا ينفع الندم حينها ستعرف أنهم جعلوا منك وحشا لا إنسانا تنهش لحم أخيك. والبطولة ليس إظهار الوحشية الحيوانية بقتل إنسان اعزل فاتح صدره ينشد التغيير والإصلاح له و لك وللشعب اجمع ويطالب بسيادة شرع الله هاتفا نريد حاكما جديدا، لكن البطولة أن تعطي لعقلك إنسانيته وكرامته التي اخصه الله بها.    

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد