;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

غرائز تربوية...... 2213

2011-09-28 04:26:08


تبقى الأمهات مضرب المثل في تحقيق صفة الحنان ويبقى الآباء كذلك أيضاً في تحقيق صفة الأمان وكلاهما توأم لا ينفصل، فلا تصبح النساء أمهات إلا بوجود آباء ولا يكون الرجال آباء إلا في وجود أمهات، والحنان وليد الارتباط بينهما، كما أن الأمان –نتيجة لهذا الارتباط وبوجود تلك الغرائز الطبيعية السامية- يسير مركب الحياة طواعية بين شد وجذب، بين التربية المنزلية والتربية المجتمعية، وكأني أكاد أقول بين سلوك خلقي طبيعي "بفتح الخاء" وبين سلوك مكتسب كنتيجة لحتمية الاختلاط والتفاعل بالمجتمع المحيط.
كثيراً ما تدفعنا غرائزنا –كأمهات وآباء- إلى استخدام الحب كوسيلة للتربية، لكننا قد نضطر وفي مواضع أخرى لاستخدام القسوة كأسلوب للتربية، وقد تدفعنا تلك الغرائز ذاتها أيضاً إلى استخدام اللامبالاة المفتعلة لتجنب الاحتكاك مع أبنائنا وبناتنا، خاصة في سن المراهقة، حين تظهر الانفعالات وردود الأفعال لديهم بقوة تجاه الانتقادات وتلك التوجيهات التي يختص بتقديمها الوالدان، مع العلم أن الغالبية العظمى من الأهل لا يتكبدون عناء البحث عن طريق وأساليب حديثة أو على الأقل بعيدة عن لغة الضغط والتنفير في تربية أبنائهم، الملاحظ أن هناك ازدواجاً واضحاً في تربية الأبناء، إذ يتم استخدام الشدة مع الأولاد واللين مع البنات وهذا أمر يحمل الكثير من الإجحاف، لأن للأولاد مشاعر كتلك التي تمتلكها الفتيات والفرق الوحيد أن البنات يستطعن التعبير عن حالاتهن النفسية للأبوين بأكثر من طريقة، خاصة طريقة "البكاء"، أما الأولاد فهم يربؤون بأنفسهم عن ذلك، متخذين من ردود الفعل القاسية والأكبر منهم سناً إلى الخروج عن مآزقهم النفسية مع الأهل، والأمر هذا يعد طبيعياً جداً، غير أنه يصبح مزعجاً للغاية حين يحدث العكس، فيميل الأولاد إلى الانطواء والبنات إلى افتعال مواقف انفعالية، مستهترة مع الأهل.
ومن هنا تنشأ عقدة السلوك المكتسب الذي يحاكي مواقف الأبوين ومدى قدرتهما على كسر ذلك الحاجز السلوكي المكتسب لدى الأبناء.
المحيط الاجتماعي مليء تماماً بمخرجات سلوكية طبيعية ومكتسبة، بل وتلعب تلك المخرجات أحياناً دور المركز الإداري المسير لسلوك الأبناء، الثقافات الشعبية والأخرى المستوردة إعلامياً مخرج من مخارج ذلك السلوك وهي التي تلعب الدور الأكبر في تشكيل شخصية الأبناء خلال فترة المراهقة والسنوات القادمة أيضاً من عمر الشباب.
وإذا بقية المجتمعات قابعة في قبر الماضي بما يحويه من أساطير وسلوكيات ومبادئ معقدة في بعضها ومتساهلة جداً في بعضها الآخر، سيبقى الجيل القادم حاملاً لبصمة الجيل الحالي الذي يشكو قصوراً واضحاً في صناعة الشخصية المستقلة، المعطاءة، لذلك يجب أن تكون غرائزنا الأبوية أقوى وأكثر نفعاً، يجب أن نحذف كلمة الخوف من قاموسنا التربوي ونجرب إطلاق عنان أفكارنا في فضاء التربية المبدعة، لنعيش مع هؤلاء الأبناء تواؤماً فكرياً، ربما سمح غداً بظهور جيل مختلف من ذوي الخبرات والامتيازات المهنية والفكرية التي تصب في خانة الوطن.. الوطن الذي أصبح يشكو هجرة أدمغته المفكرة إلى آخر مساحات الدنيا، بينما هو بحاجة إلى مثل هؤلاء، ليستطيع الوقوف على قدميه، لماذا لا تظهر غرائزنا التربوية في حث أبنائنا على فهم لغة المساجد كمدرسة لا يمكن لقبابها ومآذنها إلا أن تأتي بخير؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد