لقد طالت المحنة التي نعيشها اليوم، وأشتد الكرب، وأصبح البعض يتلفت يميناً ويسارً بحثاً عن مخرج من المحنة، وتعددت الطرق وتفرعت السبل.. البعض يظن أن الحل بيد الأميركان، وآخرون يرونه بيد الاتحاد الأوروبي وثالث يرى الحل عند دول الخليج، ورابع يراه في مجلس الأمن الدولي.. وهذه كلها أوهام وأماني.. الحقيقة التي لا بد أن ندركها جيداً هي أن ما تمر به بلادنا لا كاشف له إلا الله.. فهو القاهر فوق عباده وهو الفعال لما يريد.
ـ يا صاحب الهم إن الهم منفرج.. فابشر بخير فإن الفارج الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة.. لا تجزعن فإن الكافي الله
ذلك ما أشار إليه الشيخ صالح حليس خطيب جامع الرضا بمدينة المنصورة بمحافظة عدن وأوضح في خطبتيه: أن الأمة اليوم تمر بمرحلة ابتلاء من الله ليختبر صدقنا، ويمتحن ثباتنا، مصداقاً لقوله تعالى "ألم "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون"
فإذا كنا قد تضررنا من هذه الأزمة الخانقة فلا نضيع الأجر والثواب بالتذمر والتضجر".
ولا شك أن اليمانيين يتطلعون إلى الخروج العاجل من هذه الأزمة إلى فضاء واسع من الحرية والكرامة والارتقاء وذلك مطلبهم
ثمة جملة من التطلعات والآمال ينشدها اليمانيون اليوم.. يتطلع اليمانيون إلى أن لا تكون بدلهم بلدهم في ذيل القائمة اقتصادياً وسياسياً وغير ذلك.
يتطلع اليمانيون إلى نظام يقوم على أساس العدل والشورى يتحقق فيه احترام الرأي والرأي الآخر، لا أن يصبح رأي واحد مهيمناً على الآخرين.
يتطلع اليمانيون إلى نظام يقوم على مؤسسات وقوانين منظمة يتخلصون فيه من حكم الفرد وسلطة الفرد إلى العمل المؤسسي الدستوري.
يتطلع اليمانيون إلى نظام يفصل بين السلطات الثلاث: التنفيذية والتشريعية، والقضائية ليضمن استغلالية هذه المؤسسة ويبعدها عن الهيمنة.
يتطلع اليمانيون إلى نظام يسود فيه الأمن والأمان ويأمن فيه المواطن على نفسه وماله.
يتطلع اليمانيون إلى نظام يحترم فيه الكفاءات والتخصصات، نظام يضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
يتطلع اليمانيون إلى نظام تكون فيه معايير اختيار المسؤولين هي الكفاءة والنزاهة والأمانة هي السبيل لحفظ الأموال وصيانة الحياة العامة للناس.
كثيرة هي تطلعات اليمانيين.. تطلعات وآمال عريضة مازالت أحلاماً، لكنها بالصبر والثبات والوعي ستصبح واقعاً معاش حين تنتصر الثورة وتحقق أهدافها.
منصور بلعيدي
تطلعات وآمال ..... 1968