;
حسين شبكشي
حسين شبكشي

علي صالح.. إرحل الآن! 1945

2011-09-28 04:12:40


اليمن كان دوماً مضرباً للأمثال في انعدام الاستقرار السياسي فيه، ورويت مجموعة من القصص والأمثلة عن ذلك حتى رسخ في الذهنية العربية أن حكم اليمن هو إحدى المهام المستحيلة التي ينالها الأشخاص غير المحظوظين!.. وهذه الخلفية تم استغلالها جيداً من قبل نظام علي عبدالله صالح، الذي شكل سياساته بحسب «نكهة الشهر»، فكان بعثياً وقت كان البعث بضاعة رائجة في السوق، وتحول إلى إسلامي يراعي كل الجماعات الإسلامية في بلاده ويقربها من حزبه الحاكم، ثم تحول إلى مكافح ومحارب للإرهاب باسم العالم الحر، ثم أصبح الوحدوي الأكبر الذي من دونه ستفتت البلاد وتتمزق، ثم ارتدى القبعة أو العقال الخليجي وتقرب من دول مجلس التعاون الخليجي، مروجاً لبلاده لكي تكون العضو الجديد في المجلس السياسي لدوله.
كلها كانت أدوار يقوم بها علي عبدالله صالح بحسب الحاجة، ويتقمص متطلبات الدور جيداً، وما يلزمه من ديباجات وكلمات وخطب وشعارات تصب كلها في ذات الإطار، ولكن هذه التصرفات انكشفت لأهل اليمن الذين تمزقت بلادهم على أرض الواقع نتاج فساد السلطة الحاكمة، ورعونة إدارتها للأمور، واللعب بالموارد، وتوظيف الآلة العسكرية عن طريق الجيش لحماية النظام الحاكم وليس للأمن وتحقيق العدالة والمساواة.
والنظام اليمني، كما لم يعد سراً وبات معروفاً، كان يكرس توريث الحكم من علي عبدالله صالح إلى نجله أحمد، النافذ الأكبر في المؤسسة العسكرية المؤثرة، وكان يروج له بأنه صمام الأمان وضمانة الاستمرارية لنظام الحكم الحالي، ولكن كل العناصر السياسية انقلبت على هذه الفكرة، واعتبرتها فكرة شريرة لا يمكن القبول بها.
الجيش نفسه حدثت انشقاقات كبيرة فيه، والقبائل الكبيرة المؤثرة التي اعتمد عليها النظام (حاشد وبكيل) لم تعد تجمع على فكرة بقاء علي عبدالله صالح، وانقلبت عليه، وكذلك الأحزاب الكبرى وأهل مناطق الجنوب المؤثرون.
وقامت الثورة في اليمن، التي تدخل الآن شهرها السابع، ولا يفهم علي عبدالله صالح طلب شعبه، ويعود مرة أخرى «بعثياً»، ويستفيد من دروس نظام الأسد القمعي، ويطبق نفس الأسلوب الدموي بحق شعبه، وهاهم العشرات من أهل اليمن يتساقطون قتلى من قبل النظام، ولا بد أن يتسبب ذلك في قلق كبير جداً بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً في عُمان والسعودية، وهما الدولتان اللتان تحدان اليمن، وتفاقم الأوضاع باليمن سيؤثر سلباً عليهما في مجالات الإغاثة الإنسانية، التي ستشهد حالات نزوح بعشرات الآلاف، إضافة للفوضى والخراب الأمني والكثير المتوقع.
حريق اليمن سيزداد اشتعالاً، ولهيب شرره يتطاير ولا بد من إخماده، وعلي عبدالله صالح بات هو المسؤول شخصياً عن تدهور الأمور، لرفضه ومراوغته في إنهاء ما يحدث في بلاده بقبوله للمبادرة الخليجية التي وفرت الحل الآمن والشامل والفوري لكل المشكلات الموجودة اليوم على الساحة اليمنية.
نظام علي عبدالله صالح انضم اليوم بامتياز إلى الأنظمة المستبدة والطاغية بحق شعوبها، التي لم يعد من الممكن القبول بها أخلاقياً قبل القبول بها سياسياً في أن تستمر، وما انطبق على معمر القذافي وبشار الأسد ينطبق أيضاً على علي عبدالله صالح؛ فاليمن لم يعد سعيداً ولا مستقراً ولا آمناً ولا مطمئناً ولا موحداً، واليمن لم يعد مشكلة داخلية، ولكنه حريق إقليمي معرض لأن يتم استغلاله بتأجيجه أكثر، وخصوصاً أنه مخترق سلفاً، كما هو معروف.
علي عبد الله صالح أنهى كافة خياراته العقلانية ولم يعد أمامه سوى الرحيل فوراً.
× نقلاً عن الشرق الأوسط اللندنية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد