لا ينفك النظام اليمني يداور ويناور لكسب الوقت، وإهدار الفرص والمبادرات المطروحة لحل الأزمة المتفاقمة، وإنقاذ اليمن من مصير حالك جراء سياساته الهوجاء وإصراره على الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن، حتى لو كان المقابل إهدار دم اليمنيين وتدمير مقومات اليمن ووجوده.
كانت "المبادرة الخليجية" خطوة من جانب دول مجلس التعاون لاختراق الطريق المسدودة جراء إصرار على تحدي إرادة اليمنيين المطالبين بالتغيير، ووضع اليمن على طريق الإصلاح والديمقراطية والحرية، وتخليصه من براثن الفساد والتسلط، لكن ثمة من قرر ركوب موجة التحدي ولجأ إلى العنف ضد المحتشدين في ساحة التغيير في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية الذين تمسكوا بسلمية تحركهم ومازالوا يصرّون على التغيير السلمي، رغم ما يواجهونه من عنف وما يتعرضون له من أذى وهدر لدمائهم .
علي عبدالله صالح، ورغم ما واجهه هو شخصياً من أذى اقترب إلى حد الموت، كان الاعتقاد بأن رحلة العلاج الطويلة في السعودية ومعاناتها، كفيلة بالمراجعة.
رغم كل ذلك، من الواضح أنه مصرّ على التمسك بالسلطة حتى الرمق الأخير، لذلك يمارس سياسة التوائية في التعاطي مع المبادرة الخليجية، ومع النصائح الإقليمية والدولية، مرة يقبل بالمبادرة، ومرة يطالب بتعديلها، ومرة يخوّل نائبه التوقيع عليها، ومرة أخرى يدعو حزبه (المؤتمر الشعبي) لوضع إجراءات تطبيقها وفقاً لمقتضيات الشرعية، ومرة يطالب باللجوء إلى صناديق الانتخاب لحسم الأمر.
الحل هو توقيع المبادرة والالتزام بتطبيق نصوصها فوراً، لكن ثمة من لا يريد، لأن السلطة مطلوبة بأي ثمن حتى لو كان بقايا يمن، وشظايا شعب.
× نقـلاً عن الخليج الإماراتية
افتتاحية صحيفة الخليج
ثمن السلطة ...... 1656