;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

إلى المنساقين وراء الإفك.. ساحات الحرية إن كنتم تعقلون 2329

2011-09-27 21:00:13


خانوا ضمائرهم وما شبعوا خيانة، أولئك أبواق الكذب والأراجيف من يغمسون لقمتهم بدم الأبرياء ويتخذون من منابر الظلام منطلقاً لقول الباطل وشهادة الزور، من يرتكبون المعاصي ضد وطن يحلم بالحرية وشهيداً قدم روحه من أجل كرامتنا ويريدوننا من إعلامهم مسلوبي الإرادة لنظام يمعن في القتل إلى ما لا نقدر على استيعابه، ويزيد عليه فتوى دينية أن هذا إتباع لأوامر الله التي تؤكد حرمة الخروج على ولي الأمر مهما قتل وسحل وظلم وتجبر، ويطل من على هذه القنوات الماحقة نفر يكذبون على الدين جهاراً نهاراً،.يفتون في القتل والدمار وحرق الزرع والضرع حتى الانصياع الكامل لإرادة ولي الأمر، ويدخلون الوطن أتون حرب الفجار، فجار النظام وإعلامه، الذي يعبر عن مكنون غل وفير لدى القائمين عليه.
ولعل أولئك الشاربين دم الأبرياء، المبتهجين بالقتل وهم يغرقون الوطن بمزيد من القول السيء، لا يمكن أن يردعهم ضمير أو شعور إنساني مرة واحدة، ولا يعول عليهم أن يثبوا إلى رشدهم، لأنهم جبلوا على العبودية والنفاق والغطرسة على البسطاء، وصارت العبودية فيهم كالدورة الدموية وكما الهواء يتنفسونها كل حال وحين.. فهم ظلاميون أولئك الذين يتاجرون باللحم البشري، وبدراهم معدودة وثمن بخس، يبيعون آدميتهم ودينهم والفطرة الإنسانية، ويهرولون بفعالهم إلى جهنم من أوسع أبوابها، بحقدهم وغلهم وجعل القتل مباحاً نصرة لمن يسمونه ولي الأمر ينعم بحكمه ويزداد طغياناً ليهزم وطناً بأسره، وتصادر حريات شعب، من قنوات الإعلام الرسمي، حيث نجد نفراً بلا تردد يكركرون على أشلاء حرية وطفل وليد لعشرة أشهر. ويا الله.. يا الله نبرأ إليك من جلاوزة النفاق وبلاطجة الإعلام الماحق المدمر، نبرأ إليك من شهود زور وعصيان لا يتورعون عن قول الكذب والارتياح له وهم يصغون بأدب جم واحترام بالغ لتعاليم الكبير في كيفية خلق مؤثرات إقناع للجمهور عن فرية يتم إنتاجها. وكأن هؤلاء وكبيرهم ينكرون يوماً تشخص فيه الأبصار ولا يخافون يوم ينادي المنادي من مكان بعيد.. فما الذي ينفعهم يومئذ؟ وما الذي يوقهم شر ذلك اليوم بعد أن استمرأوا التهويل والتدجيل على شعب بأسره؟.. ولكم يأسف المرء أن يجد شباباً في مقتبل العمر دخلوا الظلامية من أوسع أبوابها قبل أن يكونوا شيئاً يذكر وطمسوا براءتهم حين ارتضوا دور نفاق على دم.. ومثل هؤلاء كيف يطمئن لهم الوطن وقد خانوه منذ الوهلة الأولى التي وجدوا فيها فرصة خيانة؟.. ونحن قد نقبل فاحشة قتل من ذلك الذي استمرأ النفاق وجعله أسلوباً في حياته ينحني أمام كبيره بلا تردد أكثر من انحناء رقبته لله، لأنه جبل على هذا السخف، التكبر على البسطاء والتعبد لكبيره لنجده متميزاً في الظلام.. وعلى فن المتاجرة باسم الوطن ضد الوطن، نبرر هذا، لأننا لا نعتقد أن ثمة ضميراً باق لديه وقد بلغ من العمر عتياً، لكننا لا نبرر لمن مازالوا في مقتبل العمر ويدخلون إلى وادٍ سحيق من الأراجيف والأكاذيب ويبتسمون كلما زاد الكذب إتقاناً.. وويل لهم يومئذ يوم لا ينفع مال ولا بنون، وقد كان بمقدورهم أن ينحازوا إلى الثورة، إلى الحياة، وأن يصبروا على ضيق الحال قليلاً خير من فتات يرمونه عليهم، وخير لهم من اتصال ماحق يدفع بهم إلى نسف مستقبلهم تماماً، مقابل مبلغ إضافي يقبضونه حين مغادرتهم ورديتهم.. وليت أن إعلاميين أحراراً رأوا روعة الحرية وجمال ميادين التغيير وهي ترفل عزاً وكرامة، ليتهم يتقنون الفرح والعز والكرامة، بدلاً من حياة الكذب والظلام والتضليل، وأن يأكلوا لقمتهم وهم أحرار، فقد قيل (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها)، ولا أبالغ إن قلت إن بعض هؤلاء الشباب وصل إلى مستوى متقدم في إجادته شهادة الزور وأخشى ما أخشاه أن يكون فيهم أشبه بالسرطان الخبيث، لم يعد يقدرون إلا عليه ويستعصي عليهم مغادرته، وإذاً فليس أمام هؤلاء إن كانوا يفقهون قولاً سوى محاسبة ضمائرهم قليلاً، حينها سيجدون كم هم قريبون إلى الشيطان بعيدون عن الله وعليهم أن يعودوا إلى ضمائرهم والخوف من الله تعالى ليجدوا أن خندقهم ليست هذه القنوات التي تبرر القتل وتدمن فعل الكراهية وتنطق بالزور والبهتان.
ونصيحة نقدمها لمن يفقهون قولاً ويحاسبون ضمائرهم وخاصة من هم في مقتبل العمر نقول لهم: دعوا اللقمة الحرام تجف في حلق ذلك الأفاك واهربوا من نفاقه وكذبه وضلاله، دعوا قول الزور وانجوا بأنفسكم من معاصي ذلك الذي أغرق الوطن في الكذب والضلال، لمن يناديه بـ(العلي العظيم ) واخترع مجالات نفاق واسعة ليبقى سلطوياً على من يليه ذليلاً أمام (عليه)، دعوا من يريدونكم زوراً وبهتاناً ولا تلتفتوا إلى عطايا حرام ودم وأشلاء وتشريد فهي الإثم كله، دعوا نفاقهم البغيض والتحقوا بالساحات حيث حرياتكم مكفولة ورؤوسكم مرفوعة، دعوا من لا يرقبون في الوطن إلاً ولا ذمة، دعوا من يدافعون عن القتلة وجرائم من يدمر سيارات الإسعاف ويمنع الدواء عن الجرحى ويغتال البراءة ويخلق الأزمات، كهرباء، مياه، محروقات حروب.........إلخ، كونوا قوامين بالقسط على ضمائركم ولا تلتفتوا للحرام، انظروا إلى الخلف بغضب واختاروا ساحات حرياتكم إن كنتم تعقلون، دعوكم من إعلام رابض في الموت والدمار يحيك المؤامرة ضد الشعب والثورة لدى من يسوسونه انتساباً للفرد وتغطية جرائم وإسدال ستار على الحقيقة، فهو إعلام يريد الثورة منجز فرد ولا قيمة لتضحيات الشهداء، وكأن الزبيري وعلي عبدالمغني وقبلهم وغيرهم كثر لا يستحقون أن يكونوا ذات معنى إلا من خلال هذا المدمر لمعاني جميلة للثورة والجمهورية، من يريد العودة بنا إلى الحكم الوراثي، في حين كان يفترض لهذا الإعلام أن ينحاز إلى قيم الانتماء الوطني، إلى الجماهير وتطلعاتها وحريتها وكرامتها وللإنسان بقيم حضارية، إلا أن وهذا الإعلام طمس كل ذلك وجعل الفرح مقتولاً ومجد فرد هو الوطن، هو الأهداف الخالدة كلها وهو القيم الجميلة وما عداه باطل الأباطيل، الوجود قبله عدم والحياة بعده ندم، وطوبى لشعب أنت حاكمه، هذا هو الإعلام القاهر المدجن المزيف اللامنتمي الملحق الأذى بالثورة والجمهورية وطمس روح الانتماء إلى الحرية، ليبقى الفرد واهب الوجود الذي لا يُعلى عليه، منجز المهام الصعبة وصانع التحولات العظيمة، إعلام يحدثك عن المقدس ويعني به الفرد، وعن الدستور والقانون والديمقراطية والمكاسب الوطنية ويعني بها الفرد.
وهكذا ونحن أمام احتفائية بالثورة اليمنية السبتمبرية الأكتوبرية لا نجد منها في الإعلام ما يعبر عنها وطنياً قدر ما نجد زيفاً وتضليلاً وتستراً على الجرائم والتبرير للقتل وتخندقاً مع البلاطجة ومقابلاتهم يحدثوننا عن الوطن الفرد وبأنه الباني والحامي والذائد عن الحياض والقوي الأمين.. وفي أعياد ثورتنا اليمنية لا نجد من يتحدث عن التاريخ نضالاً ونجد في المقابل من يزيف وقائع، ولا نجد من يتحدث عن الشهداء وتضحياتهم ونجد بالمقابل من يمجد الدكتاتور ويشهد زوراً ضد دماء سالت من أجل الحرية ولا نجد من يتحدث عن شعب ومستقبل، لأن كل ذلك لا وجود له في خارطة الفرد ولأن الفرد المالك الواهب لا يريد ثورة شعبية شبابية ويخاصمها.. وعلى الإعلام أن يعبر جاهداً ما استطاع عن هذا النبض للفرد، ثم يحدثنا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمكتسبات الوطنية ولكنها جميعاً بيد الفرد هو منجزها وليس الثورة وليس الشهداء وليس الإنسان اليمني وتوقه إلى الحياة.. كل هذا الإعلام يغض الطرف عنه ليرهن مقدرات وطن لصالح فرد.
وإزاء هذا كله تغدو ساحات التغيير اليوم عوداً إلى الهوية الوطنية، إلى الثورة الأم التي قامت ضد الاستبداد والطغيان، وعوداً بالتاريخ إلى ما انقطع منه صلة الثورة الشبابية بالثورة السبتمبرية الأكتوبرية ليحدث الدفع القوي باتجاه المستقبل وتتوطد عرى وحدتنا الوطنية، كونها فعل إرادة يمنية وليس للفرد إلا ما هدم منها وهي اليوم تصحح نفسها.
هي إذاً ثورة ترفض الابتزاز السياسي والزيف وتريد الحياة خالية من الاستبداد واستلاب البشر أحلامهم وسرقة طموحاتهم وإبداعاتهم لتسجل لفرد، وتريد الحرية فعل ضرورة.. هكذا نرى إلى الثورة الشبابية اليوم معنى رائعاً يؤكد قوة الحضور في العصر ويؤكد أن الوحدة الوطنية هي ما ينجزه اليمني لذاته من حياة حرة كريمة فيها الكل مواطنة متساوية وتكافؤ فرص، بهذا المعنى الثورة قهر لإعلام الرياء والنفاق والتسلط والكذب والتستر على الجريمة وتبريرها، وهي أي الثورة استحضار الإيجابي ليهزم السلبي ليكون الشعب سيد نفسه والديمقراطية حكم الشعب بالشعب للشعب، وهي أيضاً نظام حل مشكلات بطرق منتظمة وليس هدماً وارتجالاً وهباتٍ لمشاريع هنا وهناك دونما تخطيط ومنهجية، كما أنها ليست شعارات تهزم الحلم وتقمع الحرية وتجعل وطناً مرتهنا للفرد، وفي الفرد تتعطل الحياة والقدرات والإمكانيات وتلغى مؤسسات دولة ويضيع المفهوم الصحيح لمعنى الدولة والعقد الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد ولا يكون للدولة من مهام إلا ما تفضل به الفرد، في حين يفترض أن تكون الدولة بناءً مؤسسياً فاعلاً حضر أم غاب الفرد، لأن الكل يشارك، الكل يحكم، الكل سيد نفسه، القانون من ينتصر وليس الفرد واحترام الحياة في روعتها في تجليات الإنسان وإبداعاته الذي يكفل له التعبير عن وجوده مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني وليس الديكور لنظام يمنحه المزيد من التسلط بما يروج له إعلامه من تبجيل وتمجيد يستخذي له ويصير أقرب أن يكون نصف (إله) بفعل إعلام لا يهمه أن يقهر شعباً بأسره من أجل فرد ينعم بثروة وخيرات وطن.
وإذاً هذا الإعلام من يستحق أن يرمى به إلى جهنم، والكلمة الإفك التي تستحق المحاكمة وتقدم إلى العدالة، لأنها تقهر وجوداً وتغيب حقوقاً وتزيف وقائع.. هذا الإعلام الذي لا يقل في شراسته عن قصف ساحات التغيير الذي لا يرعوي عن شرب دماء الشهداء وأكل أشلائهم بتمجيد القتل والقاتل ومنحه المسوغ الديني الضال والقانوي الكذب والوطني الزيف ليقتل من ينادي بالحرية ويرفض القهر والتسلط .
وأمام كل هذا نستحضر الثورة اليمنية وشهدائها، نترحم على من قدموا أنفسهم رخيصة من أجل أن نحيا حياة حرة كريمة ترفض الهوان ودجل الإعلام وأبواق النخاسة.. بهذا المعنى الثورة الشبابية امتداد وثيق الصلة بالثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وميدان التحرير هو جولة النصر.. هما الحرية الحـرية لو يفقهون.
/////

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد