إياك أن تغني أو تطرب عند سماعك كلمة عاد، فتغرد مغنياً عاد الحبيب الأولي عاد, تمهل قبل الغناء فقد يكون عاداً وثموداً وريح الصرصر العقيم أما إذا كنت مصمماً على الغناء، فغني "رددي أيتها الدنيا نشيدي واذكري بنكبتي كل شهيدي.. ردديه وأعيدي وأعيدي".. ولا تقل عاد والعود أحمدُ, ولكن قل: عاد والعودُ أنكدُ, فعودة الزلزال أكثر دماراً من بداياته .
أما إذا سمعت غصن الزيتون، فأطلق لرجليك العنان فاراً من مكانك أو بيتك فرار الظبي من الأسد , فإنك لن ترى الزيتون ولا غصنه ولن ترى حبوب الزيتون ولا زيته , فصورة الغصن المنحني تعكسها زخات الرصاص المضيء والحارق خارق.. أما حبات الزيتون فطلقات الدوشكا وربما قذائف الآر بي جي, أما الزيت فلا تحلم أن ترى لون الزيتون المغربي الذي يسيل منه لعابك ولو كنت جائعاً وإنما سترى لوناً أحمراً يجف منه ريقك ويصيبك بالتعرق والغثيان قد يسيل من صدرك أو رأسك أو قدمك يعتمد على حظك ونحسك.
لا تخدعنك حمامة السلام ولا تنتظر الحمام الزاجل يحمل إليك رسالة من غائب أو حبيب ولا تنتظر أن تسمع هديل الحمام، فقد تسمع بدل هديل الحمام هدير المدفعية وقذائف المورتر والحمامة في حقيقتها الحدأة المعروفة بسرقة الجواهر والحلي والأشياء الثمينة وما في أثمن من روحك يستحق أن يسرق أو يخطف بعد أن تم خطف ما يملك الوطن .
لو سمعت الكلام عن السلم والسلام، فودع الدنيا وقل على الدنيا السلام.. السلام كلام, والكلام كلام، وشعار السلام حيّة تقذف الموت الزؤام , أو قل إنه سلام بني عازر عندما استبدلوا السام بالسلام .
لا تأمن لو سمعت الكلام عن الأمن , جمع عفش دارك ولا تقر بقرارك.. واجعل الرحيل دائماً خيارك, إرحل إلى حيث يصفون الخوف واعمل بقول القائل : قارب الخوف تأمن, وقارب الأمن تجنن.. وهذا من عندي .
ولا تخدعنك شعارات الشرعية , فلا شريعة ولا شرعية ولا شريعة ولا شرعا، فصنعاء مثل درعا , الجميع بالمقاييس ملوك وعبيد..لا رعاة ورعية.. ولا وزن لهم ولا قضية, وتحت شعار أصحاب الشرعية.. لا أحرار ولا حرية، فهل تدرك الآن أو تعي معنى القضية ؟ .
علي الربيعي
مرايا السياسة المنعكسة 1669