يوم الاثنين المنصرم بينما كنت في المستشفى الميداني واقفة أمام ما يقارب ستة عشر شهيداً كانوا قد سقطوا حتى تلك اللحظة رأيت الشهيد المبتسم الذي كان عمره أكثر من خمسين عاماً بجواره الشهيد انس ابن العشرة أشهر بجوار انس الشهيد بندر ابن الاثنى عشر ربيعاً وبجوار بندر شهيداً لم يتجاوز الخمسة والعشرون عاماً.. احترت كيف أصف من يقومون بقتل أبناء اليمن هل أقول إنهم يحقدون على شريحة الشباب؟ أم أدرك بأنهم يستهدفون الكبار؟ أم أنكر إحساسي بأنهم يتفننون بالقضاء على الطفولة.
لا يوجد فئة جنبوها القتل حتى سيارات الإسعاف لم تسلم منهم، يحاولون مراراً وتكراراً استهدافها إن حاولت الوصول إلى بقيه الجثث لأخذها من ذلك الحي وقد سقط منها الدكتور أشرف طارق وغيره من المسعفين.
اقتناص المصور حسن وظاف مصور قناة الحرة دليل واضح على الحقد على كل من يحاول أن يظهر جرائمهم للعالم، سقوط بشير البريهي شهيداً وهو من المعاقين جسدياً، سقوط جرحى من فئة الصم والبكم دليل على أن ثورتنا فيها جميع الفئات، فكان الحقد مسلطاً على جميع الفئات وترجموا حقدهم بصوره دموية فضيعه ففصلوا الرأس عن الجسد وآخر جعلوا من جسده أشلا اليمنيون اليوم يُقتلون بأبشع الطرق، أشك بان من يقتلوهم بتلك الطريقة بشر مثلنا، أنا على يقين بأنهم قد أكلوا لحوم الحيوانات المفترسة فصاروا مثلهم.. هناك من كان يرجم الجرحى بالحجارة وهناك من اعتقل العديد من الجرحى لأي عرف لأي دين لأي عادات وقيم ينتمون أولئك البشر؟! أتساءل من سيقف الحقد الأسود المسلط اليوم على أبناء اليمن من قبل هذه العصابة المتمردة؟.. من المؤكد بان قبائل اليمن والجيش المنضم للثورة سيحسم ثوره الشعب وسيوقف هذا الحقد الأسود.. الدماء تنزف حتى هذه اللحظة لذا نناشد قبائل اليمن والجيش الحر أوقفوهم حماكم الله.
سحر عبده المخلافي
من يوقف الحقد الأسود؟! 1928