" وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ".
" رب إني قد مسنِي الضر وأَنت أَرحم الراحِمِين ".
" حسبنا الله ونعم الوكيل ".
يارب قلوبنا بين يديك، وحالنا لا يخفي عليك.
ما أسهل تفريق القلوب!! وما أصعب التأليف بينها !!.
نتذرع دائماً بأن الفقر سبب تفرق قلوبنا مع أنه يوحدها (تستطيع أن تنسى من ضحكت معه, لكنك لا تنسى من بكيت معه).
غاندي جمع مليار هندي "بقبضة أرز"، و"مسيرة ملح "، وقبل ذلك بالحكمة وسياسة اللاّعنف.
نحتاج لكي يؤلف الله بين قلوبنا الى شرطين أساسيين:
اولاً: ايمان يمانٍ وحكمة يمانية (نخاف الله ونراقبه في هذا الشعب, فلا نظلمه ولا نفتنه ولا نفقره ولا نقتله ولا نبخسه ولا نهضمه ولا نجهله ولا نكذب عليه..
ثانياً: أن نكون في واقعنا اليومي وتعاملنا فيما بيننا أرق قلوباً، وألين أفئدة.
تأملوا معي معادلات القلوب التاريخية:
ـ التعصبية والجهل واختلاف القبائل = فشل وتمزق داخلي + اطماع خارجية.
ـ الظلم والفساد وحرمان الفقراء = زوال الدول ( إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة).
ـ أكثر الدول نجاحاً وتوحداً وازدهاراً= أكثر الدول منفعة للناس.
يا رب...
أنت وحدك تؤلف قلوبنا.
وحدك تقارب بيننا وتباعد.
جمعتنا بعدما تشردنا في كل أصقاع الأرض حين تهدم سد مأرب.
بدلّنا قلوبنا فأبدلتنا جنتين من خمط وسدر بعد جنتين قطوفهما دانية وأنهارهما جارية
باعدنا قلوبنا فباعدت بين أسفارنا.
استقوينا على بعضنا واستضعف بعضنا بعضاً, فأرسلت لنا أضعف مخلوقاتك, شردنا الفأر وجمعنا الهدهد.
حرمنا الفقراء والمساكين من نصيبهما من الجنتين فأصبحت كالصريم وأصبحنا نادمين..
كنا في اليمن السعيد وأصبحنا في اليمن القعيد.
أنت وحدك من يؤلف بين قلوبنا..
أنت وحدك تجمع كلمتنا على " لا إله إلا الله ".. لا الهوى ولا الفساد ولا القوة ولا النفوذ ولا القبيلة .." أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً ..".
أنت وحدك تعيننا على تغيير ما في أنفسنا لتتغير أحوالنا.
إن كان ابتلاؤك لنا حباً فينا, فألطف بنا فيما ابتليتنا, وجفف منابع الجهل والتعصب في مجتمعنا..
يارب...
أصبحنا أكثر من أي وقت مضى ندرك حكمتك.
حكمتنا اليمانية هي اليمن السعيد الذي نبحث عنه.
تماماً كما صنعت الحكمة اليابانية حضارة اليابان التي نشاهدها اليوم..
حكمتنا هي أن نخافك..
أن نرضى بحكمك..
أن ننظر بعينك لكل ما حولنا..
أن نراقبك في كل شيء.
أن نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا..
أن نعصم دماء الناس..
أن نأكل حلالاً، ونشرب حلالاً..
أن نكون سواسية..
ان نتجرد من مصالحنا وقبائلنا واسلحتنا..
ان نبتسم لبعضنا..
أن لا نرفع أسلحتنا على بعضنا..
أن ندع الفتنة نائمة..
ان لا نخاف فيك لومة لائم
ربنا لا تسلط علينا بذنوبنا وجهلنا من يفتننا فيما بيننا..
ويجعلنا نسفك دماء بعضنا..
يا رب للوطن جروح لا يضمدها إلا أنت.
لا دواء إلا الصبر، علاج لكل الأوجاع، مذاقه " مر"، لكنه حلو العاقبة..
رب إنك تعلم أن هذا الشعب عانى الكثير يكتم معاناته و يضمد على جروحه ويحلم باليمن السعيد فحقق له أمانيه ولا تخذله.
وتعلم أن أمهات ثكالى سالت دماء أبنائهن بغير حق، فتفطرت قلوبهن حزناً وكمداً وذرفن الدموع حتى ابيضت أعينهن فامنن عليهن وعلى أبنائهن بواسع رحمتك.
اللهم أسعد قلوبنا باليمن السعيد..
واصرف عنا كل متجبر عنيد..
اللهم إن هذا الشعب قد حزن حتى حزن الحزن من حزنه فارزقه فَرِحَة مَا بَعْدَهَا حُزْن..
وهذا الشعب قد شقى وشقي فارزقه سَعَادَة مَا بَعْدَهَا شَقَاء..
وهذا البلد يمتلك من الثروات ما يغنيه عن الحاجة والفقر فارزقه نهضة ما بعدها حَاجَة..
سبحانك اللهم وبحمدك, أشهد ألا اله إلا أنت, أستغفرك وأتوب إليك..
اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
ghurab77@gmail.com…