;
نبيل العطفي
نبيل العطفي

أيُهَا المَلِكُ، طَعَنَاتُ سَيفِكَ في ظُهُورِنَا! فأينَ لا إلَهَ إلاَّ الله؟ 1862

2011-09-25 05:09:06


ليت قيادة المملكة السعودية كانت تمتلك من الإنسانية والرحمة، وهي تقود بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي الكريم، ما امتلكته امرأة نصرانية اسمها إنجيلا ميركل (على علّاتها الأُخرى) حين منعت المخلوع علي صالح من دخول ألمانيا للعلاج، إلاّ بجواز مواطن عادي وليس كرئيس، أو ما امتلكه رجل نصراني (على علّاته الأخرى) وهو لا يعرف اليمن، واسمه مدفيدف حين رفض السماح بدخول المخلوع إلى الأراضي الروسية لغرض العلاج فقط، أو ما امتلكه قادة الدول على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم ،الذين صوتوا لتأييد إرسال لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها عصابة المخلوع علي صالح.                                                                                                                     . ففي الوقت الذي فيه دماء اليمنيين تسفك، وأجسادهم تتحول إلى أشلاء داخل الساحات، على أيدي هذه العصابة، والتي لم يسلم منها حتى الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز شهره العاشر، وفي حين يتصدى شباب اليمن بصدورهم العارية لآلة القمع والصلف التابعة للعصابة، والتي وصل بها الإجرام إلى درجة رمي الشباب المعتصمين، بأسلحة مضادة للدبابات (آربي جي) ومضادات الطائرات (23مم).                                  
مع هذه الظروف، وبعد المبادرة (الهدية)، التي قدمتها المملكة العربية السعودية، والتي تتعاطى مع المخلوع علي صالح، وكأنه طفل مدلل، كلما رفض التوقيع عليها، اقتطعوا منها بنداً، حتى عادت كالعرجون القديم، بعد كل هذا، يفاجئ الشعب اليمني المكلوم في أبنائه وكبريائه وكرامته، الثائر ضد الظلم والإستبداد، يفاجأ بطعنتين موجعتين من الظهر، هاتين الطعنتين تتمثلان في:
         أولاً : المقابلة الرسمية التي أجراها الملك عبدالله بن عبد العزيز مع المخلوع علي صالح، والتي جاءت متزامنة وفي نفس اللحظات، التي كانت فيها معظم وسائل الإعلام المرئي، العربية والأجنبية، تنقل وعلى الهواء مباشرةً، المجازر التي يرتكبها أولاد علي صالح، وأولاد أخيه، وإخوانه، ومن معهم من أفراد العصابة، وتمت المقابلة وكأن شيئاً لم يكن.                                                                         .            ثانياً : والمجزرة مستمرة، ولليوم الثالث، جاءت الطعنة السعودية الجديدة للشعب اليمني، وهي التصويت في مجلس حقوق الإنسان بالأُمم المتحدة، ضد قرار تشكيل لجنة تحقيق دولية، للتحقيق في جرائم الطاغية المخلوع وعصابته.
   إن هذين الموقفين وغيرهما من المواقف، تحمل رسائل ودلالات واضحة، وليس لها غير معنى واحد، هو أن قيادة المملكة السعودية قررت الوقوف مع هذا المخلوع إلى آخر رمق، وقررت أن تشاركه في كل جرائمه التي يرتكبها في حق الشعب اليمني المظلوم، وتعلن أنها ستقف في وجه الشعب اليمني الرافض للذل والخنوع، ظانةً أن دسومة النفط تستطيع أن تمنع التاريخ من أن يسجل عليها هذه المواقف المخزية، وأن الشعب اليمني سينسى هذه المواقف أو يتناساها .
إن هذه المواقف تجعلنا نتذكر باعتزاز، موقف الشقيقة قطر، التي أعلنت انسحابها من تلك المبادرة، عند أول تعديل لها، لما لمسته من التواطؤ السعودي مع المخلوع علي صالح، ولعلّ المعارضة اليمنية أيضاً، كانت تدرك مدى الظلم والغبن الذي وُضِع بين طيَّات هذه المبادرة، ولكن المعارضة كانت تدرك أيضاً بل وتستيقن،  أن المخلوع علي صالح، لن يوقع على ترك كرسي الحكم، مهما كانت المغريات أوالظمانات، وأرادت من خلال طول النفس في التعامل مع المبادرة، أن لعلّ وعسى تصل قيادة المملكة إلى قناعة، بأن لا فائدة من التعامل مع هذا المعتوه، وأن مصلحة القيادة السعودية والشعب السعودي، في التعامل مع الشعب اليمني الباقي في الجوار مع الشعب السعودي حتى قيام الساعة، لامع رجل معتوه خلعه الشعب ولفظته الأرض اليمنية وهو زائل كيفما كان وضعه.
 كما أن المعارضة اليمنية حاولت أن تتجنب أذى قيادة المملكة بكل السبل، وأن لاتعطيها الحجّة التي تبحث عنها، للوقوف إلى جانب هذا المخلوع، ولكن يبدو أن قيادة المملكة قد حسمت أمرها مبكراً، بل وربما منذ زمن بعيد، أن تقف إلى جانب المخلوع علي صالح، مهما بدر منه، ومهما ارتكب من جرائم انسانية، أو جرائم حرب بحق الشعب اليمني.                                                                                     .    بعد هذه المواقف المفضوحة من قيادة المملكة، والتي كان آخرها (ولا أظنها الأخيرة) هذين الموقفين المخزيين، لم يعد في الأمر شيئ يُخشى أو أمر يُرتجى، ولم تعد هناك كلمة تقدم على كلمة الحسم الثوري الأكيد، ولتكن الكلمة الفصل، للثوار في الساحات، وللقوى المناصرة للثورة أيضاً، من القبائل والوحدات العسكرية، الذين تعهدوا بحماية الثورة والثوار في الساحات، فماذا بقي بعد هذه المذابح المروّعة، فقد قال الله لمن هم في مثل موقفنا هذا (أُذن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلِموا وأن اللهَ على نصرهم لقدير ).
                                                                                                  وأمّا الكلمة الأخيرة التي نوجهها إلى الملك السعودي وأُمرآئه ،الذين خذلوا الشعب اليمني ووقفوا مع الطاغية، نحن نفهم سياساتكم جيداً، فمواقفكم هذه قديمة ومعتادة، لكنها لن تكون ناجحة في كل حين بإذن الله، فالربيع العربي قادم إليكم لا محالة، والشعب السعودي سينتفض عليكم عمّا قريب، والذي سيُخرج الشعب السعودي عليكم، هو مواقفكم المخزية هذه، تجاه العرب والمسلمين، وصدق الشاعر حين قال في أمثالكم :
وممّا زهّدنـي بأرضِ أندلـــــسٍ     أسمـاءُ مُعتضِـدٍ فيها ومُعتمِــــــدِ
أسماءُ مملكةٍ في غيرِ موضِعِهَا     كالهِرِّ يحكي انتفاخاً صَولَةَ الأسد
* أحد الناشطين في ساحات التغيير/عدن
 20/9/2011م                                                                                                                     alatfee@gmail.com        
                                      

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد