ما إن نسمع صوت سيارة الإسعاف تدخل من بوابه المستشفى الميداني في ساحة التغيير بصنعاء حتى يسرع إليها الصحفيون لالتقاط الصور لإيصالها للعالم في الوقت الذي يشمر فيها الأطباء سواعدهم، استعداداً لاستقبال الحالة الوافدة إليهم، علها تكون حالة أهون من الحالة التي سبقتها، لكن واقع المستشفى الميداني والمستشفيات التي يتم فيها نقل المصابين إليها مرير للغاية وقد شاهدنا من استشهدوا بقطع رؤوسهم أو أجسادهم بتلك الطريقة الوحشية وبالأسلحة الفتاكة أبرزها الـ"آر بي جي".
أما الجرحى فجروحهم برصاص حارق تفتت خلاياهم، كم هو مؤلم رؤية قهر الرجال أمام عينيك، كم هو محزن رؤيتك لدموع الرجال تذرف حزناً على فراق أبنائهم أو إخوانهم أو أصدقائهم، كم هو قاهرٌ رؤيتك لحظة وداع الشهيد من قبل ذويهم بحضنهم ولمسهم اللمسة الأخيرة، كل من يتواجد بالمستشفى الميداني لم يحرم من الدموع من هول ما يصل إلى المستشفى، بل وإن جزءاً ما يدور بداخله يعرض على شاشه التلفاز، لذا فإن أبناء اليمن الشرفاء جميعاً تذرف دموعهم بقدر الدماء التي نزفت من أجسادهم الطاهرة، قلوبنا تتفطر نتيجة فراق شهداءنا الذين كنا نحلم برؤيتنا لهم وهم يبنون اليمن الجديد المزدهر.
 يا شهداءنا.. يا جرحانا.. نعاهدكم بأننا ماضون على دربكم وكل ما سمعنا صوت سيارة الإسعاف المزعج كلما علت أصواتنا قائلين "الله أكبر.. الله أكبر" لأننا ندرك حينها بقدر تضحياتكم، سيكون الانتصار.