كانت الساعة الثانية عشر منتصف الليل وأصوات المدافع تهز المنزل وتكاد لا تنقطع والكهرباء كالعادة منقطعة, لم أستطع حينها وضع رأسي على وسادة النوم أو أن أغمض عيناي المتورمة أنتظرت فقط حتى عادت الكهرباء بعد ساعات لأعرف ما الذي يدور في الحالمة وصنعاء وهل روت الأرض رصاصاتهم دماء فوجدتُ خبر قصف تعز بالمدفعيات والرشاشات ووقوع شهداء وجرحى!!!
هكذا تغفو الشمس وتصحو على سماء تعز وصنعاء بأصوات المدفعيات وصراخ الإستغاثة لسكان منازل تهدّم على ساكنيها...
صباح الجمعة لم يختلف عن باقي الصباحات سوا أنه صباح التفجيرات من كل جهة, صباح الفوضى وبث الرعب ويمكننا تسميته صباح البلطجة الرعناء...
اشتعلت السماء بالأصوات للطلقات والمدفعيات وكل من أمتلك بجيبه رصاصة بحث عن مسدس ليطلقها, لم يبد الوضع مخيفاً في بداية الأمر فلقد تعود الناس على هذه الأصوات صباح كل يوم ومساؤه بل كان المخيف فقط هو الحركة الرعناء الذي سلكها من نسميهم (بلاطجة) وهم أرعن من ذلك حيث فتح كل بلطجي من بيته النيران بصورة جنونية تدل على أنهم فقدوا عقولهم لدرجة بثت الرعب في قلوب الأطفال الذي كانوا يحلمون بوطن آمن فبدوا صباحهم بصُراخ الفزع ...
عاد رئيسهم - هكذا قالت صديقتي حينما سألتها عن سبب هذه البلطجة المهووسة, فهل عودة الهارب تستحق كل هذه "القوارح" أم أنها من كثرة الذخائر والأسلحة التي وصلتهم من - ريه وسكينه – فأحتاروا وين ومتى يطلقوها؟.
تفكير أحمق ونظام فوضوي وبلطجة متبلدة هذا ما يلوح في الأفق من تصرفات النظام ورعاياه في صباح الجمعة ..
سمعت أحد البلاطجة في حارتنا يصرخ بصوت مدوي لإبن أحد المرابطين في الساحة وبلغة فرح واستهزاء وحماقة (قل لأبوك يرَوّح من الساحة)!!.
فهل كانت الإعتصامات لأجل العائد متلصصاً إلى مطار عدن ليلاً وبمجرد عودته ستنتهي الإعتصامات؟.
عودة رئيسهم لن تمس عزيمة الثوّار بشعره بل على العكس سيبث فيها الروح من جديد لتشتعل فتيل الثورة مرة أخرى حتى إسقاط النظام ومحاكمة رموزه..
بلا شك أن عودته ستُحدث الكثير وستزيد الأوضاع سخونة ولكن ما آمله أن يستجد شيئاً جيداً نحسبه في يوماً من الأيام حَسنه لرجل على مدى 33 عاماً وهو يرتكب الأخطاء هو وأزلامه في حق شعبه أما عن البلاطجة فكما قالت جدتي (يا راقصة بالغدر محد يقلش ياسين) فليرقصوا وليفرحوا في ظلامهم وليكفيهم الله شر الفرحة... اليمن في دربها نحو الحرية ولن يلهها أو يؤخرها عودة رئيس آو بلطجة رعناء والنظام آيل للسقوط ويكفينا شرف أن شهداءنا يغادرونا دون طلقة رصاص رعناء فلم تتلطخ سلمية الثورة بدم أحد وستتواصل الثورة سلمية سلمية..
أحلام المقالح
صباح البلطجة الرعناء !! 2453