بعد المجازر الوحشية الهمجية التي ارتكبها الحرس والأمن العائلي التابع لصالح وعائلته يوم الأحد والمستمرة ضد شباب الثورة اليمنية السلمية الشعبية في العاصمة اليمنية صنعاء وفي تعز وأرحب وقد سقط فيها مئات الشهداء والجرحى من شباب الثورة ومن الأطفال وغيرهم وما زال التصعيد الثوري قائماً والمجازر مستمرة ضد الثوار المستمرين في المظاهرات والاعتصامات في أماكن مختلفة من العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات.
وقد عرضت القنوات الفضائية المختلفة ومنها سهيل والجزيرة وغيرهما مناظر مروعة ومخيفة وتنكيل بالمتظاهرين لم يسبق حدوثها في أي نظام دكتاتوري مستبد في دول العالم حتى من قبل إسرائيل، حيث عُرضَت بعض الجثث وهي بدون رؤوس وأخرى بدون أيادي وأرجل وجثث لم يبق منها إلا أشلاء أو الجزء العلوي دون السفلي أو العكس وبعد هذه المشاهد ألمروعة المخيفة التي شجبتها دول العالم العربي والإسلامي وأيضا الدول الصديقة ورغم ذلك كله وبدلا من أن تقوم الجارة السعودية ومعها مجلس التعاون الخليجي بالضغط على الرئيس صالح -المقيم لديهم بالرياض وبقايا عائلته في اليمن وإجبارهم على إيقاف الحرب التي يشنها أولاد صالح وأولاد أخيه وحرسه وأمنه العائلي على الشعب اليمني وعلى الثوار الأحرار حال كونه يدير الحرب من العاصمة الرياض وعلى مرأى ومسمع قادة الخليج وعلى رأسهم ملك السعودية -وللأسف والأسف الشديد فوجئ الشعب اليمني بقدوم الدكتور عبد اللطيف الزياني أخيراً -الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ومعه جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة -إلى العاصمة صنعاء اللذين وصلا إلى مطار صنعاء على سماع دوي انفجارات للمدافع والصواريخ والدبابات والأسلحة المختلفة ضد الثوار الأحرار ومواقع الجيش المؤيد للثورة وضد السكان في البيوت والحارات، هذا فضلاً عن تحليق الطائرات فوق سماء الفرقة الأولى مدرع وفوق أرحب وكل ذلك من اجل بقاء عائلة صالح على كرسي الحكم.
وقد تساءل أبناء اليمن وأحرارها الثوار وغيرهم من الشعوب العربية والصديقة قائلين ماذا عسى أن يكون الزياني قد حمل معه من قرار أو حل للشعب اليمني الذي يُقتل ويدمر من بقايا نظام صالح وعائلته، مضيفين وما فائدة الذهاب والإياب والمبادرات تلو المبادرات التي رفض صالح التوقيع عليها وفي اعتقادنا أن الزياني وأمراء السعودية لو رفعوا أيديهم عن الوصاية على الشعب اليمني وتركوه وشأنه لكان صالح قد رحل مع عائلته وأركان نظامه منذ وقت مبكر قبل رحيل الرئيسين المخلوعين المصري والليبي، غير أن مبادرة أمراء السعودية والزياني هي التي عرقلت الحسم الثوري وأعطت صالح وبقايا نظامه فسحةً وأملاً ومتنفساً في إبقاء العائلة على كرسي الحكم بعد رحيل الرئيس إلى السعودية مقيماً جوار الرئيس التونسي المخلوع وقد ارجع مراقبون ذلك إلى حرص السعودية على وجود نظام عائلي حاكم في اليمن أشبه بنظامهم مع الفارق أن النظام السعودي ملكي أما اليمني فهو نظام جمهوري ومضمونه حكم عائلي.
ومن المؤكد أن الحرب التي تشنها عائلة صالح على أحرار اليمن كان سببها مبادرة أمراء السعودية الذين سيتحملون الوزر والمسئولية أمام الله والتاريخ وهنا لا يملك الشعب اليمني إلا أن يقول للزياني وبصريح العبارة إذا كان مجيئه اليوم إلى اليمن سيكون كمجيئه في المرات السابقة لغرض إنقاذ بقايا نظام صالح العائلي فليعد من حيث أتى وأحرار اليمن وشبابها والمجلس الوطني وأحزاب المعارضة قادرون بإذن الله تعالى على الحسم والتخلص من بقايا العائلة عبر الثورة السلمية الشعبية، لاسيما وان الأشقاء والأصدقاء قد خذلوا الثورة اليمنية والشعب اليمني ونحن على يقين تام بان النصر لا يأتي من الخارج وإنما من داخل الشعب نفسه والشعب هو مصدر السلطات وصانع المعجزات ومحقق الانتصارات ولله در الشاعر حين قال:
لا يرتقي شعب إلى أوج العلا
ما لم يكن بانوه من أبنائه
أحمد محمد نعمان
هل عاد الزياني للسلام أم لدعم بقايا النظام؟! 2188