بعد أشهر من التحريض والتضليل والتشويه والإساءة والاتهامات والافتراءات والتلفيقات والأكاذيب والدجل، ظل الإعلام السلطوي والموالي يسوقها ويرددها ضد جامعة الإيمان، ورئيسها الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني –حفظه الله- وطلابها ومشائخها، الذين لم يكن لهم من ذنب اقترفوه، أو جريمة ارتكبوها، سوى أنهم سكنوا ذلك المكان المجاور للفرقة الأولى مدرع أولأً، ولأنهم قالوا كلمة حق ثانياً، فكان ذلك سبباً لأن ينالهم كل ذلك السفه والحقد الدفين، إضافة إلى صدعهم بالحق وتحريمهم سفك دماء اليمنيين والتعدي على منازلهم وممتلكاتهم، الأمر الذي أزعج الطاغية وأقلقه، وزبانيته، وأبواقه، ولم يكن بمقدورهم أن يتحملوا حتى الكلمة، والكلمة وحدها، ويدّعون زوراً أنهم يؤمنون بالرأي وحرية التعبير، ورغم ممارسة رويبضة السلطة، كل ألوان الانحطاط الأخلاقي، في محاولة منهم للنيل من جامعة الإيمان ورئيسها ومشائخها وطلابها، إلا أن حقدهم الدفين، حملهم فوق كل ذلك على قصف جامعة الإيمان والأحياء المجاورة لها، رغم أنهم لم يقدموا لها ولو فلساً واحداً منذ أُنشئت، ومع هذا أبوا إلا أن يكشفوا عن وجههم القبيح، بعد سنوات من التضييق والحرب الإعلامية ضد هذه الجامعة.
وهاهم اليوم وبعد شهور عدة من الرؤى القذرة، والأطروحات المضللة، والتناولات النجسة واتهامات الآخرين بلا دليل، والتي تفتقد لطهارة اللغة، ويستهدفون من خلالها منشأة تعليمية كغيرها من الجامعات الأهلية، وليس هناك فرق بينها وبين بقية الجامعات المنتشرة في مختلف محافظات اليمن، سوى أنها لم تحز على رضا الديكتاتور، وظلت موضع اتهام وتحريض دائمين من قبله ومن قبل عصابته، رغم أنه زارها فلم يجد فيها غير علم وعلماء وطلاب علم، ومساكن وقاعات من الصفيح، لكنها المكابرة، والقضاء على كل ما هو جميل في هذا الوجود.
لقد سخّر الحاقدون كل وسائل الإعلام من صحف ومحطات وقنوات سلطوية وموالية، مطبوعة ومقروءة وإلكترونية، ما خفي منها وما بطن، لخداع المجتمع، وتضليل الجهلة، وتشويه الشيخ/ الزنداني وجهوده وطلبته.
بل لقد تحول الإعلام السلطوي، ولا أستطيع أن أصفه هنا بالرسمي، لأنه يخدم فرداً على حساب شعب بأكمله، فليس له أي صفة رسمية يمكن أن نصفه بها.. لقد تحول إلى أدوات تنقل التضليل والضلال، وتحول الخزعبلات والتراهات والفبركات والهذيان إلى وباء أخطر من أنفلونزا الخنازير وذلك على كل من يتابع تلك الوسائل ويصدقها، وخصوصاً عامة الناس.
أما الإعلام الموالي والمفرخ لذات الغرض، فهو الآخر لم يكن بمنأى عن ممارسة حملات التحريض والتضليل والإساءة لجامعة الإيمان، ولشيخها الجليل/ عبدالمجيد الزنداني، بل مارس كل أنواع الدجل والتزييف، وذلك لتحقيق أهداف بعينها له ولغيره، فهناك مهمات بالوكالة، وأدوار بالإنابة، وأعمال بالارتزاق، ومعارك للابتزاز، وحروب للارتهان.
وصارت قنوات وصحف تمول بأموال الشعب، ملعباً لمجموعة من البلاطجة، والمتسلقين، والمرتزقة والسفهاء، وتلقى دببة وأقزام الإعلام السلطوي والموالي، الأوامر والتعليمات من المطابخ الأمنية، وتصدير الأكاذيب، بنشر الشائعات، وترويج التفاهات، واختلاق الحزاوي والحكايات، دون رادع من ضمير أو وعي أو حياء من دين، وكل ذلك لا يمت على الإطلاق بصلة لحرية التعبير.
وظل الحاقدون يستخدمون مخالب القطط من خلف الأستار، للترويج لأباطيل وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان، وهي أكاذيب وتلفيقات ستخضع رويبضة الإعلام السلطوي والموالي، للمساءلة والمحاسبة عاجلاً أم آجلاً، وبنصوص الدستور والقانون وقواعدهما، وذلك جراء الجرائم الأخلاقية والمهنية التي ارتكبها هذا الإعلام بحق الشعب اليمني، ودفاعه عن الظلم والظلام الآيلين للسقوط.
إن من قصفوا جامعة الإيمان، محاولة منهم لإسكات حناجر الحق عن الحديث، قد وقعوا فيما وقع فيه الحاكم الفرنسي في الجزائر، الذي أراد إيقاف تمدد الإسلام وانتشاره، فهداه شيطانه وقرناؤه إلى أن القرآن هو سبب انتشار الإسلام وثبات المسلمين، فعمد إلى تمزيق نسخ من المصحف الشريف، فرد عليه جلساؤه، أن القرآن محفوظ في صدور المسلمين وليس كما يعتقد، ومثله فعل الحمقى الذي يكررون هذا السيناريو، ولكن بطريقة أخرى، وهي القصف والتدمير، معتقدين أن قصفهم جامعة الإيمان سيسكت حلاقيم الحق، فتمتنع عن المجاهرة به، أو تبليغه، وهيهات أن يتحقق للحاقدين ذلك، فمن نذر نفسه للحق لا يخاف، كما أن قصف جامعة الإيمان، وترهيب مشائخها وطلابها، واستهداف رئيسها، بل وحتى قتلهم، لن يمنعهم من قول كلمة الحق، والحقيقة التي لم يدركها المحرضون والقتلة، أن من ينذرون أنفسهم للدفاع عن الحق والحقيقة والحرية والعدالة من علماء ودعاة ومشائخ وطلاب علم وإعلاميين من أبناء هذا الوطن المخلصين، قد آلوا على أنفسهم نصرة الحق، ورفع كلمته، في وجه كل ظالم ومتجاوز وجائر، وليس للخوف أو التردد أي مكان في قلوبهم.
فيا للحقارة، والصَغَار والحقد الدفين، والجهل المميت، الذي يجعل من الكلمة الحرة مبرراً لقصف منشأة تعليمية، تجرم كل التشريعات المحلية والدولية استهدافها، وقتل سكانها، وترهيب طلابها.
إن من يستهدفون مصابيح النور، ومنارات العلم، وأقلام الصدق، ونواقل الحقيقة، التي أصبحت سوطاً يُلهب ظهور الظلمة والمفسدين في الأرض، يجهلون دروس التاريخ وعبره، ولن يستطيع حقدهم إطفاء شموع الحق أبداً/ أما أبواق الكذب والضلال، ومنابر التحريض ودعاة الإفك، نقول لهم لن تستطيعوا إسكات أصوات الحق، أو تثبيط عزائم حملته وأنصاره، مهما أرغيتم وأزبدتم، ونهقتم وعويتم، وستكتب شهادتكم وستسألون.
يقول الشاعر المصري/ عبدالرحمن يوسـف:
إضرب.. فلسنا نخاف السوط والوجعا..
إضرب.. لأنك تبدو خائفاً جزعا..
الضرب بالكف سهل إن صبرت له
والضرب بالحرف دوماً يورث الهلعا
واضرب بليلك أخماساً لتسكتنا
ترى النتيجة صوت الحق مرتفعاً
كم مارس الضرب قواد وعاهرة
كلاهما لصنوف العُهر قد رضعا
واحذر من النار إن النار محرقة
ولترتدع مرة لو كنت مرتدعاً
صفوان الفائشي
يا للحقارة والصغار.. والحقد الدفين 2293