أنس أيها البرعم الصغير القادم إلينا من عالم الملائكة، يا شهيد الربيع العربي قاطبة، سننتصر لك يا أنس.. أيها الشهيد الرضيع.. هنيئاً لك يا طير الجنة.. والخزي والعار وخسران الدنيا والآخرة للنظام وعصابته الفاشية.
أنس اليمني، الطفل الرضيع ذو الشهر العاشر، ينقش في ذاكرتنا لنستعيد مباشرة مشهد رضيعة فلسطينية (إيمان حجو) عرفها العالم قاطبة، (أنس وإيمان) قصة براءة وطهر مشتركة، تماماً كما بين قاتليهما من التماهي في الإجرام والوحشية، لا فرق يا سادة.. فالإجرام لا وطن له ولا دين.
وأنتي يا أم أنس، نعلم أن قلبك يعتصر حزناً وقهراً على فراق قطعة من قلبك إن لم يكن القلب كله، لكن عزاؤك أن أنس شفيعك في العالم الآخر، وهو اليوم فخرك في عالم الدنيا، لا تحزني فقد تحقق لفلذة كبدك ميلاداً جديداً، وانطلق يمرح في فضاء أوسع.
صار كلمة ترددها ألسن الملايين، دمعة في العيون، وطيفاً جميلاً في عقول وقلوب شرفاء هذا الربيع المتفتح.
يا أم أنس.. إنسي الأحزان، أبنك لم يمت، ومن صوبوا السلاح ليحصدوا روحه ويقطفوا طفولته البريئة، لم يفلحوا، فقد انتشر أريج هذه الزهرة فعطر كل الساحات، وبعث الحياة في هممنا وأشعلها بما تكفي كي نكمل المشوار، ونسقط قتلة الأطفال، فهنيئاً لك يا أم أصغر الشهداء.
عبدالرقيب الهدياني
يسقط قتلة الأطفال 2267