صباح رابع لقصف بقايا قوات صالح المتعطشة للدماء للثوار السلميين بصنعاء.. صباح بلون الحزن ورائحة الدم ومنظر الأشلاء ومطبوع على جبين السماء صور الشهداء الأطفال والثوّار الذين تم تشييع عدد منهم ظهر أمس..
ما الذي يحدث لليمن وماذا فعلت بهم ليجعلوها بئر دم يشربون منه ويتلذذون بتعبئته بجثث القتلى؟، هل هذه الشرعية المهووسة بالدم كما يدّعون، أم أنها بداية حرب طالما سعوا لجر الثورة إلى مستنقعها تارة بقصف الحصبة وأخرى مع القوات المساندة للثوار والضحايا وحدهم من تستفيق أرواحهم على حقيقة أن النظام آلة قتل وتدمير...
أنس الطفل ذو العشرة أشهر لم يسلم من داخل السيارة من رصاص طائش أطلقته أيدي الغدر فلفظ أنفاسه الأخيرة مودعاً أمه الصابرة وهي تدعو على من أفقدها فلذة كبدها..
ها هو الموت يجتث كل ما يصادفه، فتنبت أرواح الشهداء في مكانها، راسمة حدوداً لوطن الحرية..وطن الإباء ..وطن مازال يقدم الغالي والنفيس لحرية ترابه وما زالت الأيادي العابثة ترقص طرباً على الجماجم والأشلاء، فما تريده ليس وطناً وإنما كرسي يوصلها لثروة الوطن، فتباً لمن تزينوا به، عايثين فساداً بأرض الإيمان والحكمة..
للحظة 83 شهيداً صعدوا إلى بارئهم فيما بقايا النظام مشدودون للقتل والتدمير ولم يتوقفوا – كما أظن- ..وماذا بعد؟ المزيد من الشهداء وبرك الدم...
صور لجرائم بشعة تُرعب الصغار والكبار و تبعث في خوالجهم الريبة من مستقبل مجهول تُحركه أيادي الظلم,, لم تحرك هذه الصور شَعرة من إنسانيتكم المبتورة ولم تستجد عطف أي دولة أو منظمة ولم تحرك سوى أقدام الزياني وبن عمر اللذين وصلا صنعاء ليعودا بخفي حنين.. لا داعي لهذه الزيارة إن كانت لا تحرك ساكناً ولا تقف بصف الطرف الواقع عليه الظلم..
باختصار هذه الزيارة واجهة مشوهة لدور الدول التي ما زالت تحيك الشر من أسفل طاولة بيضاء لوطن لم يرد لشعبه إلا العزة والحياة الكريمة وقنبلة موقوتة مازالت ساعتها تشير إلى إحياء مبادرة ميتة تخدم الطرف الظالم لا المظلوم وها نحن ننتظر إلى ماذا ستخرج هذه الزيارة الباردة والمتوقع أنها تتكرر نفسها في كل مرة يطل علينا الزياني وبن عمر ليعقدا جلسات سرية ومن ثم يغادرا كما حضرا دون أدنى لفتة للشارع اليمني ومشاهد تُبكي القلب قبلما العين..
صنعاء تشهد جرائم ومجازراً بحق المسالمين والموت بات بالجُملة وتعز كذلك والعالم يتفرج بصمت والهارب فقط يعقد جلسات مع مولاه ليتُمم ما أمره به، فمتى تتحرك سريرته ويتحرر من سيادته، فيرى جرائم نجله التي تفوق أخطاؤه جُرماً فيمنعها فيكتسب حسنة، بعد سيئات حجبت الشمس عن الأرض ؟!
اليمن مازالت تحت القصف للآن والحقد يتصبب من ذوي الحقد وشياطين الموت، فمتى ستشرق الشمس عليها دون روائح الدم ومناظر الأشلاء ...
اللهم أغثنا بنصرك المؤزر والطف بأهل اليمن وارحم شهداءهم يا أرحم الراحمين ...
أحلام المقالح
أنس.. الشهيد ذو ال10 أشهر 2752