يقولون المعاناة تخلق الإبداع والمبدعين وهذا حالنا في اليمن، فمنذ قيام الثورة الشبابية وخروجهم إلى الساحات رأينا المواهب تفجرت لدى العديد من الشباب وطربت أجمل الأغاني المعبرة والهادفة والتي تخدم الثورة وتثير الحماسة لدينا كلنا حتى من في المنازل، فتجد الكبير والصغير يرددها بكل حماس، أما الأطفال فيتغنون بها في الشوارع وهم يلعبون..
عموماً كل يوم نزداد حماساً ونزداد عزيمة وإصراراً من أجل تحقيق الهدف وما يفعله النظام أو بالأصح بقايا النظام لا يعبر إلا عن مدى عجزهم وفشلهم في إخلاء الساحات من الشباب ويظنون أن القتل سيرعبهم ويجعلهم يتراجعون ولكن لا وألف لا فشباب تعز البواسل لن يتراجعوا لأنهم ما خرجوا إلا وهم على علم بأنهم شهداء قد يقتلون في أي لحظة وشباب صنعاء الأبطال الصامدون لم يخافوا من الرصاص، فقد قرروا المواجهة بصدورهم العارية ويعلمون أيضاً أنهم شهداء، هذا هي حال الشباب في كل محافظات الجمهورية والحقيقة لم أكن اتصور أن شبابنا اليمني قادر على تحمل كل ذلك، فالبقاء في الساحات مدة طويلة لا تدل إلا على الإصرار وعلى الرقي في طريقة المطالبة بالحقوق "سلمية" وعلى الرغم من محاولة جر الشعب إلى الحرب إلا أن الكل ملتزم بمبدأ السلمية، واتمنى من الله أن تظل هذه الثورة سلمية مهما حاولوا ومهما فعلوا فلا نريد أن تُجر البلاد إلى حرب كما حدث في ليبيا، فأنا لا أقلل من شأنهم، فهم أبطال استطاوا تطهير بلادهم من الفساد والمفسدين بالسلاح واعتقد أن بقايا النظام تسعى لجر البلاد إلى مثل تلك الحرب حتى يكون هناك ثوار وكتائب علي عبدالله صالح ولكن ذلك لن يحدث..
وما نسمعه اليوم عن اندلاع اشتباكات في صنعاء لا يبشر بالخير ولكني أسأل الله العلي القدير أن يبعدنا عن الحرب وأتمنى أن يلتزم الشباب والشعب اليمني وكل من يحبون اليمن سيلتزمون بمبدأ السلمية وعدم الانجرار وراء ما يخططون وأما أبناء عدن فأنا أوجه إليهم تحية خالصة من القلب وأحي فيهم روح الكفاح والصمود ولكن هناك عتب بسيط فأتمنى أن تتقبلوه، فما يحدث في الطرقات لا يتجرد ضمن ما يسمى بالعصيان المدني بل بالتخريب وإثارة الفوضى وسبق أن قلت أن علي عبدالله إذا ما انتهى وولى لن يأخذ البلاد معه فستبقى بلادنا لنا ولكن مخربة وعلينا البدء من جديد بإعمارها، فلماذا لا نحافظ عليها ولا نخربها من أجلنا نحن أبناء عدن، حتى مسألة العصيان يجب أن تكون نابعة من قناعة الشخص نفسه ولكن إذا ما فرضت عليه العصيان وبأسلوبك الخاطئ لن تجد من يساندك، لذا علينا أن نجعل المواطن يعرف ما معنى العصيان وأهميته وهذا هو دوركم، اكتبوا ذلك بأوراق ووزعوها على الأهالي وهم سيتفهمون ذلك وسيلتزمون من تلقاء أنفسهم، أما العصيان بالقوة فذلك لن يجدي نفعاً لأن الكل الآن متضرر من أسلوبكم الخاطئ من التعبير عن العصيان.
فهذه الكلمات أقولها لكم لأني واحدة من هذا الجزء من اليمن العزيز على قلوبنا جميعاً ولأني أحب مدينتي عدن، أقول علينا أن نحافظ عليها ونحميها من الخراب.
كروان عبد الهادي الشرجبي
المعاناة تخلق الإبداع 2253