المكان: فرزة باصات باب اليمن.
طفل صغير يهتف امام الباص بضبح:" الدائري.. الحصبة.. خزيمة".
الشعور العام: (صباح حزين بعد ليلة دامية تزامنت مع ظلام حالك! حزن يلف اليمن, أرواح تزهق ودماء تسيل أمام ماكينة حرب من لا يخافون الله).
أبرز العناوين في نشرة أخبار الباص الذي صعدنا عليه:
ـ البشر وقود "سوبر" للحرب.
ـ دليلك إلى الحرب الأهلية في اليمن.
ـ ماذا أحدث عن صنعاء..؟
ـ حكايا المستضعفين في الأرض.
حوار جانبي:
ـ معك نازل بعد النشرة يا سواق.
ــ أوقف لي في أقرب دولة.
ـ ما معي الا ثلاثين ريال أطلع يا سواق؟!.
ـ بعد الفاصل.
ـ عدنا.
سائق الباص (المذيع) يستهل النشرة:" اليوم فتحوا باب العسكرة بالبطاقة الشخصية، مطلوب وقود للحرب، حياة الآدمي ما تساوى شيء في هذه البلاد".
راكب في الكرسي الثاني:" لأول مرة تنطفي الكهرباء في عدن اثنا عشر ساعة متواصلة (في جحيم الحر الذي تعيشه)، من 12 ليلا حتى 12 نهارا".
راكب في الكرسي الوسط (محلل سياسي):" اذا انقطعت الكهرباء لمدة طويلة اعرف أن فيه حرب بالطريق، واذا رجعت الكهرباء اعرف ان فيه واسطة او هدنة، يعني الكهرباء مثل صفارة الحكم، واحيانا مثل شوط الاستراحة اللي بين الشوطين!!".
راكب من الكرسي الأول: (شكله مدرس لغة عربية):" تفجير الوضع ربما يكون حالة شبه هستيرية لاسيما وأنه اذ ربما وحيثما ان هناك من يبغونها حرب أهلية تبدأ بمجزرة وحشية، ثم حرب شوارع، ثم حرب ميلشية ثم حرب قبلية، .....الخ والسؤال المحير هو لماذا كلما زادت حدة الضغوط الاميركية، وعادت المبادرة الخليجية، حدثت الانقطاعات الكهربائية وخرجت محطة مأرب الغازية، وبدأ مسلسل الحرب الاهلية".
اخت جالسة في الكرسي الثاني:" جعلهم جني يبزهم ويغطسهم خلف جبال الهملايا، هذا وقت حرب، الناس حالتهم حالة، في كل بيت مريض، مع تغير الجو أكثر الأطفال أمراض التهابات لوز وحمى شديدة، كلهن اجتمعين على المواطن حرب وفقر ومرض وجوع وظلام".
سائق الباص:" صوت القوارح والانفجارات اصبح معلم اساسي واثري من معالم العاصمة والبلاد بأكملها".
أم بجانب الاخت:" تصور ام ثكلى طفلها مصاب بحمى شديدة تسهر الى جانبه طوال الليل كلما حمى تعطيه علاج الحمى، ماذا ستدعو عليك عندما تقلقها في امنها وتحرمها الضوء في هذه الحالة التي تعيشها؟.
عندما تتخبط قدماها في الظلام وهي تحاول ان تسعف طفلها الى اقرب مستشفى؟.
شعورك عندما تداهم الحمى طفلك او طفلتك، تتمنى ان يأخذ الله من صحتك لصحته لكي يتعافى؟".
الاخت تعلق على كلام الام:" فما بالك بأم فقدت فلذة كبدها اثناء خروجه في مظاهرة او مشاركته في اعتصام؟".
راكب جديد:" حرب الشوارع بداية الحرب الاهلية؟ تمتد من شارع الى شارع اليوم قد هي في اطراف الزبيري وهائل والقاع وكله في ظهر المواطن المسكين"...
شيبة ذو لحية بيضاء ووقار:" لكل ظالم نهاية، الله اسمه العدل، ما كفاهم ما تحمله هذا الشعب من مرارة!! المواطن المسكين عاش اسواء أيام حياته في حصار خانق تحمل ما يعجز عن تحمله أي مواطن في العالم، فصبر وأوكل أمره الى الله، أفأمنتم مكر الله؟ّ!.
لئن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم فأي شيء ذاك الذي يستحق ان تقتلوا من أجله عشرات اليمنيين..؟.
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
أحمد غراب
الدائري ........ 2368