ولج 2011م وها هو سينتهي وقد حمل لبلداننا بجوف أيامه ما لم نتوقعه يوماً فلاحت هواجس وأجهضت آمال ولعل ما حدث ويحدث وسيحدث يؤكد ذلك...
إن المشهد الحاصل في بلداننا العربية والذي أشبهه بالأمواج المتلاطمة والمتعاقبة تجعل من المشاهد (المتفرج) كمن يرى ولا يعى شيئاً بل وأكثرهم يحلم ويحلم أحلاماً ولا في الأفلام، تجده من ركن بيته يحلم بمارد (سياسي) يحقق كل ما تصبو له نفسه......
لا ننكر أن لنا حقاً بأن نعيش كما هو لغيرنا ولكن بنفس الوقت لا يحق لنا أن نزهق أفكار الغير ونقطع منافذ النور لأجل تحقيق أحلامنا، فكم من الأحلام التي نبنيها بخيالات واسعة وعميقة ولكنها لن تتحقق بضرب المندل أو تخمينات أساسها قتل ودمار روح الأمل والتفاني في طلب العلم نحن بحاجة أولاً إلى لمّ الشتات ونشر الوعي والإضاءة عليه وتوحيد الصفوف وتوسيع الرؤى ومن ثم لنا الصلاحية أن نسعى لتحقيق أحلامنا.
التعليم حق مكفول للجميع دون استثناء أو تخصيص ولكنه بات الآن ظرف زمان ومكان متى ما شاءوا قالوا (دراسة)!!!
العام الدراسي الماضي نصفه ضاع وها هو بدأ العام الجديد والبعض مازالوا يرددوا نغمة (لا للتعليم حتى نجاح الثورة )!! وماذا بعد هل ستتوقف عجلة التعليم حتى إشعار آخر!!!
الثورة جاءت لترسيخ فكر مضيء وتوسيع جذوره لا لطمس ملامح جيل يريد التعليم وتضييق الخناق عليه، فإذا كانت الثورة حياة فلماذا تتعطل الحياة من كل النواحي ويحُرض الطالب على حظر التعليم من أهداف الثورة الفكرية؟؟!
الفصل بين تحقيق التعليم وبين أهداف وخطوات التحرك الثوري أمر يُهتدى إليه وضرورة حتى تُعطى الحياة حقها في كل شيء ولا ننسى أن الحياة تترعرع في واحات التعليم وحضنه الدافئ فبوجود جيل متعلم وواعي ستنجلي الغيمات فلا داعي للفِكر التعسفي الذي يحتكر التعليم على فئة أو حتى على زمن محدد فهذا إن دل فإنما يدل على حاجه لثورة أخرى (ثورة فِكر ) تهدف إلى غسل العقول من أوثان التعسف وسقوط الذات لأجل المصلحة...
العالم يتقدم بالعلم وحده ونحن وحدنا نتقهقر بالجهل وإن تقدمنا خطوه للأمام أرجعتنا بعض النفوس المريضة بالـ (أنا) ستين خريفاً للوراء وبحجج فارغة...
بعد سقوط قنبلة "هيروشيما" لم تقف الحياة بل احتفى الأطفال بالتعليم في مراكب وزوارق بحرية ونحن ما زلنا نتحفظ على التعليم في حافظة الثورة لأكثر من ثمانية أشهر... فوهة ضيقه تلك التي ينظر إليها البعض فيجدون التعليم عائقاً للثورة...
الحلم الموحد للشرفاء من أبناء الوطن هو اتساع أرض الوطن وزهو أزهارها المغروسة بشفاه كل أجيالها وهذا بالطبع لن يكون حلما وردياً مستحيلاً ولكنه صعب ولن نكسر قيوده إلا بتلاحم الصفوف وتكاتف القوى لأجل الأرض ولن يكون هذا إلا ببث العلم في الأرجاء حتى في أقسى الظروف فمتى سنعي هذه الحقيقة؟؟!!.
أحلام المقالح
التعليم للجميع.. 1994