سأبدأ مقالي بعبارة التوكل لعلها تشفي حُرقة الألم الذي شعرت به عندما رأيت تلك المجزرة التي تقشعر من بشاعتها الأبدان وتدمع بالقهر العيون وتقطر بالحسرة القلوب على تلك الأرواح التي نُهبت من شباب لا ذنب لهم ولا جُرم سوى أنهم أرادوا وطناً يفتح ذراعيه لطموحهم وأمالهم التي لا تتجاوز حدود المشروعية..
"حسبي الله ونعم الوكيل" على هذا الرجل الذي لم يكتف بقتل أحلام شعبه بالحياة الكريمة ثلاثة وثلاثين عاماً وهاهو اليوم يقتل خيرة شباب اليمن ببرود لم يُشهد من قبل، بالله عليكم أيستحق هذا النظام كل هذا الاحترام والتطبيل من الأشقاء وهو يقتل ويسفك دم شعبه بالأسلحة الثقيلة والمضادة للطيران، فهل رخصت دماء وأرواح شباب اليمن في نظر الأشقاء الذين اشتروا مصالحهم على حساب وطن وشعب يتدمر، فكفاك قتلاً وسفكاً للدماء يا صالح اتقي الله في هذا الوطن الذي تحمل ظلمك وفسادك لأكثر من ثلاثة عقود، أهذا جزاء الصبر والصمود أهنت شباب اليمن باسم الغربة التي أوجدتها البطالة والفقر، شباب لم يجدوا وطناً يحتضن أحلامهم وطموحهم في ظل نظامك الجائر الذي لا يجيد سوى لغة القتل والسلاح للحوار مع أمالهم بمستقبل أفضل ودولة تتسع لشعب وليس لأسرة فقط ولم تكتفوا بذلك ففي أواخر أيامك وأنت تبحث عن الإهانة والذل لشعبك فوصلت الوقاحة إلى أن يصدر قرار باستقدام العمالة المنزلية من اليمن، ألم يكفيكم أن أغلبية شباب اليمن مهانين عند الأشقاء واليوم تريدون الإهانة والذل للنساء فلن تُذل ولن ُتهان حفيدة سبأ وبلقيس وستظل المرأة اليمنية شامخة بكرامتها حتى لو ماتت جوعاً وفقراً ولن تقبل أن تكون أمة في بلاد الغربة ....
والمصيبة بأنه كلما أنتفض الشعب ليقول كفى ظلماً وإهانة واستحقاراً يواجه بالرصاص الحي والأسلحة الثقيلة التي من الظلم بل من كبائر الجرائم الإنسانية التي ترتكب بحق المدنيين، فأين سيذهب هذا الشعب المظلوم الذي إن سكت قتله الخزي والعار من صمته وأن تكلم وصرخ وأنتفض قتله صالح بالرصاص الحي والأسلحة الثقيلة والغازات المحرمة دولياً ....فيا بقايا النظام كفاكم إستهانة بإرادة تُنادي بالحق لتُزهق باطلكم وكفاكم وقاحة عبر وسائلكم الإعلامية التافهة التي تنقل للعالم سذاجتكم وسخفكم وقُبح ودناءة أخلاقكم فنحن لم نعد نُناشد المجتمع الدولي الصامت الذي يتجاهل كل هذه المجازر الذي يرتكبها هذا النظام وسنحسم ثورتنا بصمودنا وبعزيمتنا التي لن تقهر فسنسقي الأرض دماء لننبت في كل شبر فيها الحرية والكرمة والمجد ...بالروح والدم نفديك يا يمن.
بقايا حبر:
_ كلما أتسع ظلمك تتسع رقعة الصبر بداخلنا، فقلوبنا تنبض بالأمل كلما رددت أرواحنا نشيد الشموخ الذي نُظمت أبياته بدماء، رسمت للحياة ملامح العيش الكريم.
naaemalkhoulidi23@hotmail.com
نعائم شائف عون الخليدي
كفاك قتلاً وسفكاً للدماء 2215