تناقلت جميع القنوات الإخبارية خبراً يفيد بأن علي عبدالله صالح فوض نائبه عبدربه منصور هادي من أجل التوقيع على المبادرة الخليجية لخروج البلاد من الأزمة.
وطبعاً كعادتي التي لا أستطيع التخلي عنها أمسكت الريموت بحثاً عن قنوات اليمن الرسمية لأعرف حقيقة الخبر وفي نشرة الأخبار تحدثوا عن تفويض وأطل علينا من الرياض عبدالله أحمد غانم ليؤكد بأن هناك تفويض للنائب من أجل الجلوس مع المعارضة لإيجاد طريقة لتنفيذ أو لتطبيق المبادرة الخليجية لأنها الحل الأسلم وأن علي عبدالله صالح سيظل رئيساً حتى يتم إجراء انتخابات مبكرة.
في الحقيقة لا أعلم عن أي مبادرة يتحدثون ولماذا يتم إعطاء التفويض في البداية، رفض التوقيع وفوض عبدالكريم الإرياني، والآن لنائبه؟ لماذا لا يوقع هو؟ ما المانع وطالما أنه في السعودية سيكون ذلك سهلاً؟ هذا إذا كان في السعودية بالفعل ولم يكن في اليمن" هل تعرفون أصلاً أنا لماذا أتحدث عن المبادرة الخليجية التي انتهت ولم يعد لها مكان؟!! فلا أحد الآن - ومع مرور كل هذه الفترة - سيرضى بهذه المبادرة التي أصبحت مناورة لتطويل عمر الحزب الحاكم وبقاياه.
أما التمسك بالانتخابات المبكرة وصناديق الاقتراع فهي من أجل مصلحة علي عبدالله صالح، فهو لن يرشح نفسه مجدداً حتى أحمد ولده لن يترشح، فعلي يصارع من أجل إجراء انتخابات رئاسية حتى يقوم بتسليم السلطة إلى المرشح الجديد وبذلك يكون تسليماً دستورياً وقانونياً ولا يحق لأحد أن يطالبه بأي حقوق ولن يكون مخلوعاً أو حتى يتم تقديمه للمحاكمة، فالانتخابات حماية وضمانة له حتى لا يحاسب أو يحاكم وسيعود إلى عمله كرئيس للحزب (المؤتمر الشعبي العام) وكأن شيئاً لم يحدث والمطلوب منا أن ننسى ما حصل وننسى الشهداء الذين ماتوا على أيديهم، هكذا بكل بساطة يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة وأعتقد اختفاء البترول وانقطاع الكهرباء المتكرر بدون داعي وارتفاع الأسعار الفاحش "لعدم وجود الرقابة" كل ذلك وسائل ضغط تمارس ضد الشعب حتى يرضخ ويقبل بأي حلول للخروج من الأزمة.
وقد تجلى ذلك واضحاً في تصريح من تصريحات عبدربه منصور هادي إذ أشار إلى أن الشعب أو المواطن لا يهتم بالسياسة قدر اهتمامه بتوفير الخدمات واحتياجاته الأساسية، نعم المواطن يهتم من أجل توفير الخدمات ولكن من قال إن المواطن لا يهتم بالسياسة انزلوا إلى الشارع وشاهدوا فالمواطن أصبحت السياسة شغله الشاغل، فالكهرباء مقطوعة، عندما يسأل عن السبب تكون الإجابة اللقاء المشترك.
وهكذا بات المواطن ينام ويصحو وهو لا يتحدث إلا عن السياسة.
عموماً فإن من خرج إلى الساحات هم المواطنون العاديون البسطاء، الذين سئموا من الظلم واكتفوا منه ولم يعرفوا يوماً أن من في الساحات هو الشعب الصامد وسيظلون في الساحات على الرغم من السياسة الجديدة المتبعة من قبل بقايا الحزب الحاكم، ولا تظنوا أن اختفاء الخدمات الضرورية وغياب الرقابة والانفلات الأمني سيهبط من عزيمة الأحرار، لا.. بل ذلك سيزيدهم صموداً وتحدياً في مواجهة كل المحن.
وأخيراً المبادرة الخليجية قد ماتت منذ زمن والانتخابات المبكرة المطلوبة لا تحلموا بها فالمطلوب هو سقوط النظام مع بقاياه هل فهمتم؟!!
كروان عبد الهادي الشرجبي
الانتخابات حلم لن يتحقق!! 2448