بلد مظلوم تحاوطه ثلاث ظلمات:
الاولى : ظلمة الظلم والقتل وسفك دماء الابرياء.. ( رحمة الله تغشى كل الشهداء ).
الثانية : ظلمة الدفع بالبلد الى حرب اهلية من خلال شق الناس وتفريقهم وتسليحهم.
الثالثة : ظلمة اطفاء الكهرباء وخنق الناس في حياتهم اليومية ومحاصرتهم في عيشهم والشقاء بهم.
الظلم ظلمات، فما بالك حين يكون المظلوم بلد بأكمله، وشعب كل ذنبه انه يحلم بيمن سعيد لا ظلم فيه ولا ظلام، حين يتساقط الابرياء وتسيل دماءهم امام وحشية الظلم.
الظلم ظلمات والظالم يعيش في ظلمات لاحصر لها: ظلمة نفسه الأمارة بالسوء، وظلمة كل مظلمة يرتكبها او دماء يسفكها او فتنة يشعلها، وظلمة كل من يعاونه على الظلم ويحجب عنه الحقيقة ويلفه بالعتمة، وظلمة ضحاياه المتزايدون يوما بعد يوم، وظلمة الشقاء بالناس وفتنتهم والتسبب بمعاناتهم، وظلمة دعوات الناس عليه، وظلمة الانانية والنرجسية والفردية وحب الذات والتسلط، وظلمة الكذب، وظلمة غش الناس، والأشد من ذلك كله ظلمة القتل وسفك الدماء، وظلمة القرب من الشيطان، والبعد عن الله.
وكان من حكمة الله سبحانه وتعالى ان جعل الظلم ظلمات (الجزاء من جنس العمل )، فهو لا يهدي كيد الظالمين، ومكره اشد من مكرهم، كلما اشعلوا نارا للفتنة اطفأها
الظلم ظلمات، والظالم يمشي في ظلام، والظالم يعتقد ان الحقيقة يمكن اطفائها للأبد (فّإنَّهّا لا تّعًمّى الأّبًصّارٍ ولّكٌن تّعًمّى القُلُوبُ التٌي فٌي الصُدُور).
يعتقد ان الظلام يمكنه ان يحجب ظلمه.
صرخة المظلوم اقوى من كل اسلحة الدمار الشامل.
( وما من يد الا يد الله فوقها ..).
حتى وان نامت اعين المظلومين، فإن عين الله لا تغفل عنه ولا تنام.
كلما ظلم ولم يحاسب على ظلمه اغتر وظلم اكثر، وكلما ظلم ووجد امامه طريق او فرصة بالغ في ظلمه لا يعلم ان الله يمد له ليستدرجه حتى اذا اخذه لم يفلته، كلما امهله الله زاد ظلمه ظنا منه ان الله اهمله ( يمهل ولا يهمل).
اللهم احفظ اليمن واهلها من كل ظالم ومتكبر جبار لا يخشى يوم الحساب، واخرجها من ظلمات الظلم الى نور الحق والعدل، برحمتك يا ارحم الراحمين.
اللهم انا نجعلك في نحور كل الظالمين ونعوذ بك من شرورهم
حسبنا الله ونعم الوكيل وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وصلوات الله تغشاك يا حبيب الله محمد.
أحمد غراب
الظلم والظلمات 1921