نعم.. مختلفون وأنتقد كل من ينتقد اختلافنا، إن لم نختلف، فلن ننتصر، لأن اختلافنا هو السبب في حماس ثورتنا وتجددها من يتعمق بين تفكير الثوار وتباينهم يدرك جيداً أن اختلافهم هو نتيجة طبيعية لحرصهم على الوصول إلى حرية وطنهم، تجد أحد الشباب لا يرضى بغير الزحف بديلاً، لكن شاب آخر يختلف معه ليجد أن العصيان المدني وزيادة رقعة الاعتصام أكثر تأثيراً، أحدهم اقنع الآخر ولنفرض أن صاحب الزحف كان المقنع فاقتنعا بالزحف، لكنهما اختلفا ثانية، فالأول مصر على أن يكون الزحف من أبناء العاصمة والآخر مصر على أن يتم الزحف بعد دخول أبناء المحافظات للعاصمة، من ثم يتم الزحف للقصر لتطهير ما بداخله، أحدهم اقنع الآخر، ولكنهم اختلفوا مرة أخرى، فالأول مازال مصر على زحف الثوار بمفردهم وبصدورهم العارية، لكن الآخر مقتنع بأن لا يتم الزحف إلا والجيش الحر المنضم للثورة يتقدمهم لحمايتهم.
ألم اقل لكم إننا مختلفون!، نختلف بأن أحدهم يريد الخروج للتصعيد دون التجاوز والآخر مصر على تجاوز الخطوط الحمراء ليقترب الحسم، مختلفون في أن أحدهم يريد أن يعود علي صالح لنيل المحاكمة العادلة، لكن آخر يأبى ذلك مصراً أن يبقى هذا الرجل في المنفى مع إلقاء القبض على أبنائه وأن يرى محاكمتهم وهو خارج عن بلده وما أبشعه من مصير أن يرى اليمن تزدهر وتعلو وهو منبوذ خارج عن وطنه، مطلوب للعدالة.
قلت لكم مختلفون وهكذا سنظل، مختلفون حتى يوم الانتصار، سنختلف، فإحدانا يريد أن يعبر عن فرحتنا بالألعاب النارية، لكن آخر سيخالفه الرأي لأن هذه الألعاب تذكرنا بصوت الشؤم من ظهوره على شاشه التلفاز، فيكتفوا بالفرح بطرق أخرى، مختلفون وسنختلف وسنظل نختلف وارفعوا رأسكم يا ثوار اليمن باختلافكم، لأن اختلافكم دليل سعة أفقكم وبشارة خير بحرية الرأي الحقيقية مستقبلاً، لكن ما أنا متأكدة منه بأن النقطة التي مستحيل أن نختلف عليها هو أن (الشعب يريد إسقاط النظام)، فإن خالفنا أي منا بهذا الشعار كان مصيره الرحيل كما رحل من قبلهم وختاماُ مختلفون ونفتخر .
سحر عبده المخلافي
أروع ما في ثورتنا أننا مختلفون 1908