لقد عرف العالم كله أن بقاء الحكام وتشبثهم بالحكم عار على الإنسانية وعلى الشرعية الدولية وعلى الدول التي تدعي الحضارة والحرية وحقوق الإنسان.
أول صفة يتسم بها الحاكم المستبد: هي الجمود العاطفي، فالحاكم لا يشعر بالمسؤولية ولا يتمتع بيقظة الضمير الحي والقيم المثلى العليا، ولا يشعر بمعاناة وآلام شعبه، ولا يخاف من ممارسات تؤذي الغير، لذلك تحول الحاكم إلى وحش غابة، حيث يفتك بالناس بدون رحمة أو إنسانية أو رادع ووازع ديني.
الصفة الثانية: التعالي والعناد، الحاكم الفاسد والمستبد والظالم يعتقد بأنه فوق الجميع، لذلك ينظر للآخرين بنظرة دونية، وباحتقار دون تقدير أو احترام، كذلك تتسم شخصية الحاكم المستبد بالعناد في آراءه، وكان العناد ملزم عليه، وإذا ما خطرت للحاكم فكرة لم يستقر أو يهدأ حتى ينفذ ما أوحت له به.
الصفة الثالثة: الأنانية وحب الذات، هذا الحاكم يحب نفسه وأولاده، والبعض من أسرته، نلاحظه في وسائل الإعلام وهو يتحدث عن نفسه، وعن المنجزات التي حققها دون الإشارة لمن كان معه في تحقيق هذه المنجزات، ولا يحب أن يسمع أو يلاحظ شخصيات ناجحة ومحبوبة، ولها تأثير اجتماعي وتتسم بالقيم والمثل العليا حتى ولو كانوا من المقربين منه أو قيادات في نظامه، ويحاول بكل جهوده إزاحة هذه الشخصيات الناجحة من المراكز الهامة أو القضاء عليها تماماً بشتى الطرق والوسائل، لأنه يكن في أعماقه الحقد والكراهية للشخصيات الناجحة والمؤثرة اجتماعياً.
الكذب: أهم صفة للحاكم الفاسد والظالم والمستبد، طوال فترة حكم هؤلاء الحكام وهم يستخفون بهذه الشعوب المظلومة والمستبدة، ولا يدركون بأن هذه الشعوب ستزلزل عروشهم، من الحكام من يقول في خطاباته بأنه أفنى معظم عمره في خدمة شعبه ووطنه من أجل الأمن والاستقرار وتحسين أوضاع الناس المعيشية، ومنهم من يتحدث عن أنه سيقضي على الفقر والبطالة والفساد، ومنهم من يتحدث عن الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، ولن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية، ومنهم من يتحدث عن الليبرالية، والصهيونية، وعن القومية العربية، وتوحيد الوطن العربي، ومن الملاحظ عندما يكذب الحاكم العربي على شعبه، فأنه يحملق بعينيه وينظر يميناً وشمالاً ويضحك للذين يقفون بجانبه، ومنهم من يقوم بإمساك أنفه، أو يمسك أذنيه، أو قد يحك رأسه.
منصور عون
أهم الصفات العامة لشخصية الحاكم المستبد والظالم 3859