(كمل العيد والحناء ورجعنا كما كُنا) هكذا يقول من سبقونا عمُراً وفعلاً غادرنا العيد وغادرت معه فرحته وهمه وحتى عَسبه...
لم يأت هذا العيد بمفاجئات تُذكر أو أي اختلافات سوى أنه حمل أصواتا لن ينساها طير السماء كونها أزهقت أرواحاً حتى في فجر العيد!!.
الروتين غلب ساعات الأيام – بالنسبة لي- بإستثناء شيء واحد جعلنا نسمي العيد به فبعدما كان (العيد عيد العافية ) أصبح (العيد عيد الكهرباء)!!.
هذا العيد أضاءته الكهرباء و شغرته أصوات المدافع خاصة في أرض وسماء الحالمة وكانت مشاعر العيد مزيج من الفرح والتوتر، فمر اليوم الأول من العيد والثاني والثالث والرابع والكهرباء ضيفة المنزل.
غادر العيد بعدها ولم يترك لنا إلا الفُقد لأيامه المضيئة وجرّ وراءه الكهرباء الذي باتت بعد أيام العيد كطيف لا نكاد نلمحه إلا خمس دقائق كحد أدنى وربع ساعة كحد أقصى والسبب – كما أعتدنا سماعه – إنفجار لمحطات الكهرباء قام بها أطراف تخريبية!!
هذه الكهرباء هي التي جعلت "أبو محمد" صاحب بقالة حارتنا الذي ـ يمتلك ماطوراً لبقالتهاً يرفع سعر مياه الشرب وكل شيء يختزنه في ثلاجة بقالته والسبب كما يقول (الكهرباء طافية )..عند المشتري طبعاً..
وهي نفسها التي أسعدت أهالي الحارة المجاورة باستمرارها لأيام متواصلة والتنعم بها دوناً عن باقي الحارات مع موجة الأعراس في الحارة والسبب هو مجاورة منزل مدير كهرباء المنطقة لمنازلهم!!!
أبعد هذا لا تستحق سعادة (الكهرباء) أن نحتفي بها ونجعلها عيداً فهي أهل له ؟!
بات الحلم الواثب في مخيلتي المظلمة هو استمرار الكهرباء ليوم واحد بشكل متواصل فأنا أجد نفسي متعثرة بانطفائها للحد الذي يجعلني أنام الليل والنهار فلستُ قادرة على الكتابة ولا القراءة ولا العمل على جهاز الكمبيوتر ولا حتى استخدامه قليلاً بسبب فساد البطارية بعد انطفاءات متعاقبة للكهرباء ..
أكتب هذا المقال والكهرباء – معذبتنا – تزورني لخمس دقائق وتغادر مما يبعث بالنفس القلق والتوتر خوفاً من كل شيء حدث أو قد يحدث لمن حولنا فالأولى تعطلت أجهزة منزلها والأخرى صعقتها كهرباء الماطور وما خفي كان أعظم !!
فيا كهرباء المدينة يا من فراقها (غرامه) ارأفي بنا، فمثلنا وإن عاش في الظلم، فلن يقبع في الظلام فمازال للأمل فوهة نور ستخترق كل الحدود نحو المستقبل المشرق.
أحلام المقالح
لعيد عيد الكهرباء!!! 2211