"خلص العيد وخلص وزفه ما ينفعش نقول مرقه" ـ الوضع الاقتصادي ما يسمحش ـ وعدى الشهر الكريم على خير وأساله عز وجل أن يجعلنا من عتقائه، ورجعنا للأزمة مرة أخرى التي كلما أعُلن التصعيد الثوري وذُكر الحسم أسرعت الحكومة بإفتعالها رفع الأسعار وانقطاع المشتقات النفطية وإغلاق المنافذ والطرقات هذه الأخيرة تعتبر من أبرز سمات الديمقراطية واحترام إرادة الشعب في بلادنا، فالموالون للنظام وحدهم من يحق لهم الدخول إلى المدينة وبالسلاح أما الذين ينادون للتغيير يجلسون في بيوتهم بدل ما يسببوا فوضى ودمار بمظاهراتهم السلمية؟!.
لكن بالرغم من كل هذه التحديات إلا أن الإصرار والعزيمة والإرادة أقوى وأكبر من كل الصعوبات ويبقى الحسم هو الحل الأنسب الذي سيحدد مصير الثورة التي قد دخلت الشهر السابع طبعا" أنا لا أقصد هنا الحسم العسكري لأنه لا يلجأ عادة للعنف والقوة المفرطة إلا الطرف الضعيف لذلك نتوقع من الحكومة في أي لحظة تفجير الوضع عسكرياً، أما الحسم الثوري سيكون بإتحاد جميع القوى والكتل الموجودة في مختلف الساحات تحت حزب واحد هو الوطن فالثورة ستنجح إذا رفعت شعار الحسم وهو يحوي مبدأ مستقل اسمه "لا للحزبية نعم للثورة الشبابية السلمية" إلى جانب ذلك يجب أن نُحرر أفكارنا من التبعية ونتعلم كيف نرسم للاستقلالية خارطة واضحة نسير وفق اتجاهاتها الإيجابية ولا نجعل ما وجدنا عليه أباؤنا تؤثر على قناعتنا وإيماننا بحقيقة الواقع، بضرب لكم أبسط مثال ومن الواقع: حزب المؤتمر لا أحد ينكر ثقله وكيانه السياسي والقاعدة الشعبية التي كان يحظى بها لكن هذا لا يعني بأنه يجب أن يظل الحزب الحاكم حتى بعد أن فقد كل هذه المعالم.
 ففي السابق أكتسب هذا الحزب ثقة الناس من منطلق وعوده الكاذبة بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، أما الآن فقد سُحبت هذه الثقة، فهناك من يقول بان الحزب الحاكم في اليمن لا يمكن أن يُحل كما تونس ومصر لان له قاعدة شعبيه في البلاد، فأنا سأرد عليهم بان هذه القاعدة الجماهيرية هي أول من خرجت تنادي بالتغيير ورحيله كونه حزب كاذب لم يحقق سوى منجزات وهمية حقيقتها الجوع والفقر والمرض والبطالة والجهل، لكن كل الذين مازالوا يقدسون هذا الحزب ليس لما قدمه لهم ولكن ما وجدنا عليه آباؤنا "وجني نعرفه أحسن من إنسي ما نعرفوش"....أما بالنسبة لأحزاب المعارضة فإني أوجه لهم رسالة صريحة وواضحة إذا كنتم قد حصرتم الثورة في مفهوم ضيق اسمه الوصول للسلطة، فإن الشباب سيعلنوها ثورة أخرى عليكم لان الدماء التي سُفكت والأرواح التي سُلبت كانت من أجل الحرية والكرامة ومن أجل بناء دولة مدنية وليس من أجل تأسيس دولة قبلية أخرى أو ترشيح زعيم عصابة أخر يطمح بالتوريث أو ترسيخ النهج المناطقي، فالشعب الحُر لن يسمح بأن تُستغل إرادته لتحقيق مصالحكم، فأحسنوا النية حتى لا تصبح الأزمة في اليمن هي أزمة ثقة بين الشعب والأحزاب السياسية التي فهمت مبدأ التعددية الحزبية خطأ.
*بقايا حبر :
_أنا لا أمتلك عصى موسى ولكني أمتلك إرادة تفوق السحر إعجازا"! وطموحا" يفوق المستحيل إنجازا".!!
 naaemalkhoulidi23@hotmail.com