;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

للشعوب ثورات وللحكام جامعة 2912

2011-09-07 02:46:43


السيد عمرو موسى مرشح الرئاسة في مصر تباهى بقرار الجامعة العربية التاريخي والاستثنائي إزاء الأزمة الليبية، فلأول مرة يصدر عن هذا البيت العتيق قراراً من هذا النوع الذي جمدت فيه عضوية جماهيرية القذافي، بل وإحالة قضيته إلى مجلس الأمن الدولي .
أمين عام الجامعة العربية السابق لم يكتف بسرد الانجاز الوحيد المنحاز للمواطن الليبي، بل اعتبره معجزة المعجزات، إذ أن الجامعة طوال مسيرتها الممتدة إلى سبتمبر 45م ظلت عاجزة فاقدة القدرة على اتخاذ مثل هذا القرار المنحاز للمواطن الضحية لا الحاكم الجلاد .
السؤال المرير هو: لماذا صامت الجامعة عن الكلام تجاه ما جرى في تونس ومصر واليمن والبحرين وسوريا وغيرها؟، فلقد شاهد العالم السيد موسى وسط جماهير ميدان التحرير المجاور لبيت العرب، لكننا كمجتمعات عربية لم نر منه إلا موقفاً شخصياً متعاطفاً مع تلكم الثورة، فعدا تلكم الكلمات الدبلوماسية القليلة المعبرة عن ذاته؛ كانت جامعته غائبة كلياً عن الانتهاكات الحاصلة في مصر أو تونس أو اليمن أو البحرين أو سوريا أو الأردن .
 الأمين العام في سياق حوار أجرته معه قناة مصرية خاصة أكد بأن قرار الجامعة النادر تبنته ودعمته بقوة دول مجلس التعاون، فلولا هذا الدعم الخليجي لما وصلت الأزمة الليبية وبسرعة إلى مجلس الأمن الدولي .
 ولكن -والكلام لعمرو موسى– حين استدعت الحاجة لقرارات جريئة مماثلة كانت حماسة هذه الدول قد فترت وتوارت خلف مخاوف وحسابات من اتساع مساحة الثورات الشعبية، فتكرار العملية ثانية وثالثة ربما سيكون له تبعات مكلفة على دول الخليج ذاتها، فالمطالبة الشعبية بالحريات السياسية تكاد سمة جامعة للمواطن العربي أياً كان النظام جمهورياً أو ملكياً .
ولأن الجامعة تمثل في المقام الأول الأنظمة الحاكمة المناهضة لكل فكرة تأتي بالتغيير الديمقراطي؛ فلقد كان ولابد من تبدل مواقف دول الخليج لئلا تجد نفسها في قابل الأيام إزاء بؤر ثورية في الخليج، فالقاعدة الأصل هي أن الجامعة بوضعها الهش وميثاقها العجيب وهيكلها القديم لم تنتصر يوماً للشعوب العربية، فكل قراراتها توافقية وملبية لمصلحة الحكام لا المجتمعات .
فعندما يتحدث البعض عن موقف شجاع وقوي للجامعة إزاء ما يحدث في سوريا أو اليمن أو البحرين، فهذا يعني أننا مازلنا نجهل حقيقة الجامعة ودورها وتركيبها ومحركها، فالواقع أن البيت العربي صار عتيقاً وعاجزاً عن فهم واستيعاب آمال وقضايا الأمة العربية، كيان بهذه الصيغة الجامدة والرتيبة لن يكون إلا شكلاً بلا مضمون أو جدوى، فكيف لهذا الكيان الخائر والغائب عن الوعي والإدراك أن يكون حاضراً وفاعلاً في عصر تحكمه السرعة والحيوية؟.
موسى لم يقل أن قرار جامعته الوحيد كان بإيعاز أميركي أوروبي، فلولا الرغبة الغربية والأميركية المنسجمة مع الرغبة الخليجية في الخلاص من القائد المجنون القذافي لرأينا الجامعة كالقرد الهندي لا أسمع لا أرى لا أتكلم.
ألم يأت قرار الجامعة الأخير بشأن سوريا بناء على رغبة أميركا وأوروبا، غير المتوافقة هنا مع الرغبة الخليجية الخجولة والقلقة هذه المرة؟ .!
أرجو أن تكون الفكرة قد وضحت، فالجامعة منذ تأسيسها لم تكن إلا واحدة من تجليات الانكليز لحلفائهم الحكام، كما أنها المشكلة الكبرى التي أعاقت نهضة أكثر من 300 مليون عربي، فينبغي للثورات الشعبية أن لا تتوقع منها موقفاً مشرفاً ومنحازاً لمطالبها، فليعلم الجميع أن الجامعة صارت من الزمن الماضي، إنها جزء من حقبة مظلمة، مستبدة، متخلفة، قاهرة ومذلة لكرامة الإنسان ولوجوده وحياته .
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد