أخبرني شاب سوري بمسجد بالرياض أن رجال الأمن السوري يجبرون المعتقل على أن يقول: «لا إله إلا بشار».. سبحانك ربي، هذا بهتان عظيم، وكنت أظن أن الشاب متحمس أو متحامل، حتى عدت فرأيت في قناتي «العربية» و«الجزيرة» المشهد بنفسي، وإذا جلاوزة النظام يضربون بأحذيتهم وجوه المعتقلين ويرغمونهم على قول: لا إله إلا بشار «كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا»، بل لا إله إلا الله وحده، واللعنة والغضب والدمار والنار على النظام السوري.
بالله عليكم، هل هناك مسلم في الأرض في قلبه ذرة إيمان يسمع هذا الإلحاد الذي تتفطر له السماء وتنشق له الأرض وتخر له الجبال هداً، ثم لا يقشعر بدنه ولا يهتز ضميره ولا ينكر بما يستطيع عليه من الإنكار؟ إنني أناشد هيئة كبار العلماء في السعودية والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف ورابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي والندوة العالمية للشباب المسلم وغيرها من المنظمات والمؤسسات والشخصيات البارزة والأعيان وكل من عنده إيمان في قلبه وضمير حي وغيرة على الإسلام وغضب لله وكفاح عن التوحيد وحماية للعقيدة أن يهبوا جميعا في وجه هذا النظام الرخيص العدو للإسلام وللعروبة وللقيم وللأخلاق وللمبادئ شجبا وإنكاراً وتعرية ورداً وتوضيحاً، وإلا لن يعفى أمام الله يوم العرض الأكبر من السؤال، ثم أمام المسلمين والتاريخ.
بالله عليكم ماذا بقي لنا من كرامة إذا قام جلاوزة النظام السوري بضرب الشيوخ والعجائز والنساء والأطفال بالأحذية على وجوههم وتلقينهم: لا إله إلا بشار؟ انظروا لهذا المقطع في «يوتيوب» وبعدها نوقف كل إنسان أمام معتقده وضميره وذمته وإنسانيته وكرامته، هل فعل اليهود المغتصبون المحتلون بمن عذبوه واعتقلوه من العرب هذا الفعل؟ ماذا يقول المسلمون لربهم وهم يشاهدون من يلحد في ألوهية ربهم وربوبيته وأسمائه وصفاته، جل في علاه، في دولة إسلامية كانت أرض الفتوحات وسكنى كثير من الصحابة والقادة العظام كأبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد وغيرهما من عظماء الإسلام وعلماء الأمة، يمارس النظام هذا التعذيب والقهر على أبناء وبنات المسلمين المصلين الصادقين الذين خرجوا يريدون الكرامة والحرية والإنسانية والعدل والإنصاف؟.
أين العلماء؟ أين الدعاة؟ أين المفكرون؟ أين الشعراء؟ أين الكتاب؟ عن هذا الإلحاد والكفر الصريح من شياطين بشرية ومسخ إبليسي وهياكل بهيمية لم تحمل حتى ذرة من الشهامة والمروءة والرجولة وهي ترى أرضها أرض الجولان تداس بأحذية جنود الاحتلال الصهيوني، فلا تدخل نفوسهم حمية ولا غيرة لشرفهم ولا لتاريخهم ولا لأوطانهم فيبتلعون الهزيمة وينامون على الضيم ويسكتون على الظلم من إسرائيل ثم يعودون لشعبهم بأسلحتهم وطائراتهم ودباباتهم فيعذبون ويدمرون ويقتلون ويعتقلون، اللهم فاشهد أني بلغت ما رأيته بعيني وإنني أحمل كل مسلم ومسلمة أمانة الدفاع عن لا إله إلا الله.
بالله عليكم هل ينام أحدنا قرير العين ونحن نشاهد جنوداً فاشلين، ساقطين، خونة، عملاء، أنجاساً ما سجدوا لله سجدة يضربون وجوه الشعب السوري العظيم بأحذيتهم ويدعونهم إلى تأليه قزم وصنم وعميل من دون الله، تعالى الله عما يصفون، والله إني أطالع تاريخ الزحف المغولي في الحروب الصليبية فلم أجد كهذه الشناعة والبشاعة والدناءة والنذالة والحقارة التي يفعلها النظام السوري بأبناء الشعب الكريم المجاهد المسلم، شعب البطولات الذي استقبل الإسلام ونصر الملة ودحر الصليبيين وأخرج الفرنسيين وضحى بالغالي والنفيس والروح والدم في سبيل رفعة لا إله إلا الله، ثم تأتي شرذمة حاقدة على الإسلام، مندسة في بلاد الشام، تطعن الأمة في أعز ما تملك في عقيدتها.
وباسم العرب والمسلمين أنادي خادم الحرمين الشريفين، وهو الذي دعا علماء المسلمين إلى الدفاع عن العقيدة الصحيحة والذب عنها وعن نشرها، أن يتخذ موقفاً من هذه القضية التي تجرأ عليها النظام السوري، وهي قضية محاربة وامتهان وتحريف كلمة «لا إله إلا الله»، أعظم كلمة وأشرف جملة، وهي أساس الدين وأصل الملة ورسالة الرسل ودعوة الأنبياء ومفتاح الجنة.
د. عائض القرني
يا مسلمون.. أين أنتم؟ النظام السوري يلحد 2222