زمان عرضت دول غربية " نعطي لليمن قاز ويدوا لنا حبوب " فجوب عليهم الإمام أحمد " الشابع يرقد من مغرب "، طبعاً لا أقصد حلف الناتو وما يحدث اليوم في ليبيا فالغرب بشكل عام لا يشارك في عرس ولا يدفع غرم ولا هو ضيف بحكم المضيف ولا هو تحت الخشبة بل هو فوق الخشبة، ناس عمليون وشغالون تصوروا معي لو أن الكرة الأرضية ليس فيها شيئ اسمه الوطن العربي.. ماذا سيفعل الغرب بمصانع الأسلحة و الطيارات والصواريخ والدبابات؟! 
نعم.. القذافي كان طاغية وكان يبعزق فلوس ليبيا بطريقة تشبه ما نسميه التصنيفة أو تخديرة القات (الأخضر) فأرسل لنا اثناعشر مليون لغم بمعدل لغماً لكل مواطن يمني، و" طفر" الكثير من فلوس ليبيا في وقت كانت تستطيع فيه أن تعيش هذه الدولة عيشة ولا في الأحلام، ولأن الثروة النفطية والغازية أكثر من أن تعد أو تحصى وعدد السكان لا يتجاوز الستة مليون نسمة كان طبيعي أن الطالب الليبي في الخارج يستلم ما يقارب خمسة الآف دولار وكان من الليبيين الدارسين في اليمن من يستأجر فلة في أرقي الإحياء.
تعجبت كثيراً وأنا أسمع من يقول: إن هناك صعوبات قد تواجه ليبيا في هذه المرحلة وإنها قد لا تستطيع أن تدفع مرتبات موظفيها، وتتعجب وأنت تتسمع دولاً كبرى تحتجز عشرات المليارات من أموال ليبيا مما تم مصادرتها وهي تعلن عن تبرعها بمليار أو اثنين، فكيف تتحول دولة تملك عشرات المليارات المصادرة وفيها ثروة نفطية وغازية هائلة إلى دولة فقيرة لا تملك ما تغطي به مرتبات موظفيها. أليست هذه مسؤولية المجتمع الدولي؟.
القذافي ولى بلا رجعة، "شكر الله سعكيم" على حد وصف أخينا التونسي، نعم.. هناك فواتير باهظة الثمن الطلعة الجوية بقيمتها، والصاروخ بقيمته، وكل شئ بحسابه، لكن في كل الأحوال لانملك إلا أن نتعجب ونحن نرى الإعلام العالمي يتعامل مع ليبيا بعد القذافي وكأنها الصومال، فهذا البلد غني ويملك ثروة جبارة، ويفترض أن الشعب الليبي ينعم بثروته التي وفقاً لتقديراتها ينبغي أن يكون المواطن الليبي الأكثر دخلاً في الوطن العربي.
أما أن يكون الغرامة والمتجملون رابحين أكثر من أهل العرس أنفسهم فهذا ما سيجعل المواطن الليبي المسكين في حيرة، فهو يريد أن يلمس خير بلاده وأن يرى ليبيا وهي بلد ديمقراطي مدني حديث ويبني اقتصاده واستثماره، أما أن يكون الحال يا هارب من معمر يا ملاقي للمعمرين فذلك حال لا ينطبق عليه إلا المثل اليمني القائل: "وامدور ابرة وامضيع شريم".
سبحانك اللهم بحمدك.. أشهد أن لا اله إلا أنت.. أستغفرك وأتوب إليك.
ويا محبي النبي عطروا قلوبكم بالصلاة والسلام عليه.