العقاب هو: إجراء أو قانون، الهدف منه تقليل السلوكيات الغير مقبولة اجتماعياً أو القضاء عليها تماماً.
ونتيجة لعدم وجود القضاء العادل في تطبيق قانون العقاب على كل الفاسدين والظالمين والمزورين والغشاشين فمنذ، "33" عاماً والعقاب لم يطبق على القتلة والمتمردين والإرهابيين، وقطاع الطرق، لذلك انتشر الفساد في كل مفاصل الدولة حتى وصل إلى الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، انتشرت الجريمة "قتل، عنف، تخريب" وتفاقمت ظاهرة الإرهاب، واشتعلت الحروب في الكثير من محافظات الجمهورية وانتشرت ظاهرة الغش والتزوير،أخطرها، الغش والتزوير في الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية، والسلطة الحلية.
معانات الناس تتجه للظلم والاستبداد، وعدم وجود العدالة في الحكم، وعدم وجود المساواة والعدالة والاجتماعية، انتشار الفساد وكثرة الوعود في تحسين ظروف الناس المعيشية، والصحية، وتحسين التعليم، والقضاء على البطالة، كل هذه العوامل نتج عنها تراكم الأحقاد والكراهية ـ احتقان اجتماعي، أدى ذلك إلى تمزيق النسيج الاجتماعي، لذلك خرجت الملايين من أبناء الشعب اليمني في "17" محافظة تطالب برحيل هذا النظام الفاسد والظالم والمستبد، هذه الملايين اعتصمت في كل ساحات وميادين الحرية والتغيير، يطالون بحياة كريمة تشعرهم بأنهم يمانيون، وبأنهم في يمن الإيمان الحكمة.
لذلك بقايا رموز النظام الفاشل يستخدم العقاب الذي لم يستخدمه خلال عهد صالح، لم يستخدم هذا العقاب ضد أفراد، أو أسر، بل ضد الملايين، عقاب جماعي بشع لا إنساني وغير أخلاقي، يشمل العقاب في انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة في الليل والنهار، عدم توفير المشتقات النفطية، البترول والديز،ل لذلك ارتفعت أسعار المواصلات 100%، ارتفعت أسعار "الوايتات" التي تجلب المياه إلى أربعة أضعاف، انعدام اسطوانة الغاز المنزلي، كذلك المواد الغذائية الضرورية أسعارها تضاعفت، أيضاً يشمل العقاب فصل بعض المواطنين وقطع رواتبهم من جنود وضباط المنضمين لثورة الشباب، واعتقال الصحفيين وبعض الجنود والضباط.
هذا العقاب الجماعي أثر على الملايين من أبناء هذا الوطن، وخصوصاً الجنود الذين لا تكفي رواتبهم لإيجار شقة في العاصمة صنعاء، كذلك تضرر من هذا العقاب الموظفون ذوي الدخل المحدود الذي رواتبهم لا تساوي مائة دولار.
الفقراء والمحتاجون والمهمشون، والمعاقون هم أيضاً هم الأكثر تضرراً.
مئات الالآف من الأسر تعاني من مشاكل عديدة، منذ عشرات السنين، وتفاقمت في ظل العقاب الجماعي عن توفير الحاجات الضرورية.
كذلك هناك عشرات الالاف من الأسر التي نزحت من منطقة أرحب ومحافظة أبين، نتيجة لقصف الدبابات والمدافع، والصواريخ، والطيران، هذه الأسر تقطن الكهوف، والمدارس، والعشش، وبعضهم حصل على قليل من الخيم.. العقاب الجماعي أيضاً يشمل هذه الأسر في عدم السماح للمنظمات الإنسانية، بمساعدة هذه الأسر، وعدم تقديم أي شيء من الدول مثل الخدمات الصحية، والخدمات النفسية، وتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية، لذلك عدد كبير من الناس يعانون من الضغوط النفسية، وأخص بالذكر الذين يعانون من الحساسية الزائدة تجاه الأحداث، والذين يدركون بأن الأمور كارثية وتعتبر نهاية حياتهم.
 هؤلاء الناس أصيبوا بالذبحات الصدرية، ارتفاع ضغط الدم، قرحة المعدة والاثنا عشر، ومنهم من أصيب بالأمراض النفسية، أخطرها مرض الاكتئاب، الكثير منهم قد رحل عن هذه الحياة.