أهم شيء في العيد هو صلة الأرحام وهذا شيء لا خلاف عليه.
الأهم الذي يجب التركيز عليه هو عدم نسيان إخواننا النازحين الذين يقضون العيد في العراء، مش علشان إحنا معيدين في بيوتنا ومع أطفالنا ننسى أن هنالك آلاف النازحين المشردين من إخواننا يقضون أياماً صعبة "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه " يعني أحب لأخي النازح والمشرد والفقير والمريض ما أحب لنفسي وهذه هي السعادة الحقيقة، فالأنانية وحب الذات مصدر للشقاء، والسعادة الحقيقة أنك تتذكر إخوانك النازحين وتزرع الفرح والأمل في وجوههم وعيون أطفالهم.
من حكمة الله أنه جعل مفتاح سعادة الآدمي منا ليس بمقدار ما يصرف من فلوس أو يركب من سيارات فارهة أو يقضي من ليالي ملاح أو يأكل من موائد دسمة، بل بمقدار ما يعمل من خير وما يزرع من ابتسامة وما يفرج عن كربة وما يغيث ملهوف وما يعالج مريضاً وما يأوي مشرداً.
لما تأخذ أطفالك وتذهب بهم لزيارة أطفالاً نازحين واللعب معهم، أو تقيم مائدة للنازحين تشاركهم فيها أو تأخذ هدايا وتوزعها أو تقيم لهم فعالية وتبسطهم أو على الأقل تقوم بالأهم والواجب المفروض علينا جميعاً وهو أن نوفر لهم احتياجاتهم الأساسية من أكل وشرب ودواء وكل ما يلزمهم.
هناك أناس يستحقون أن نقف لهم إجلالاً واحتراماً وأذكر أن أحد التجار كان يمر سراً كل عيد على أقسام المستشفيات دون أن يشعر به أحد ويعطي لكل مريض هدية عبارة عن مبلغ مالي يعينه على نفقات المرض.
هناك أيضاً المساجين المعسرين، الذين تجد الواحد منهم محبوساً منذ سنوات على ذمة مبلغ مالي لم يستطع أن يدفعه، تصوروا معي كم هي عند الله عندما تجد أحد الأغنياء أو الميسورين يفرج كربة مسجون معسر ويقضي عنه دينه ويخرجه ليُعيّد بين أطفاله، أي عمل عظيم هذا؟
هناك أيضاً مراكز الأورام، حيث عشرات الأطفال المصابين بالسرطان تجدهم مكومين، حالتهم يرثى لها وتجد جنب الطفل والده أو والدته لايجدون في كثير من الأحيان قيمة وجبة غداء أو أجرة مواصلات.
هناك أيضاً العشرات من مرضى الكلى تجدهم يقطعون مسافات هائلة من قراهم إلى المدن لجلسات التصفية والغسيل الكلوي وينتظرون أدوارهم فوق البلاط البارد وتجد المريض منهم كلما تأخر يوماً تضيق به الدنيا لأنه لا يملك صرفة تعينه على البقاء في المدينة.
تذكروا أيضاً مئات الفقراء الذين قد يقضون العيد وبيوتهم خاوية من الزاد والقوت، لكن تعففهم وعدم سؤالهم للناس يجعل الناس من حولهم يعتقدون أنهم أغنياء قال تعالى :" يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف".
لنتأمل حالة الناس من حولنا ونمد يد العون لهم بقدر استطاعتنا، الكلمة صدقة، والابتسامة صدقة والإنفاق على هؤلاء كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء.
ويا محبي النبي صلوا عليه واعملوا بما جاء به اللهم.. صل وسلم وبارك عليه .
أحمد غراب
لنتذكرهم في العيد 2066