إلى ما قبيل الزحف الثوري على طرابلس من قبل ثوار ليبيا الأحرار, كان موسى إبراهيم المتحدث باسم النظام الليبي، أو بالأصح المتحدث باسم العقيد المطارد معمر القذافي+ يعقد مؤتمرات صحفية يومية، يخاطب خلالها الإعلام الدولي ناطقًاً بالانكليزية التي يتحدثها بطلاقة, واصفاً ثوار ليبيا بأنهم جرذاناً مستأجرة, وأن العقيد القذافي سيطهر ليبيا منهم خلال أيام قليلة جداً, حتى انتهى به الأمر مطارداً مع العقيد في أزقة وشوارع ليبيا الحرة.
في اليمن لايختلف الأمر كثيراً فإذا كان عندهم موسى إبراهيم وهالة المصراتي فإن عندنا في اليمن عبده الجندي ومحمد الردمي, وكلاهما من أبواق النظام الذي تبدو ملامح سقوطه في الأفق.
عبده الجندي وما إدراك ماعبده الجندي؟ جندي جند نفسه ليكون بوقاً لنظام متهاوٍ، يتساقط يوماً بعد آخر, وأتساءل في قرارة نفسي لماذا يصر عبده الجندي أن يجعل من نفسه عدواً للثورة والثوار برغم من تواجد أبنائه في ساحة الحرية بتعز؟ هل المال فعلاً يلعب بحمران العيون على شاكلة عبده الجندي؟
عندما يمارس النظام الكذب عن طريق أبواق مستأجرة فهذا ليس إلا دليلاً على سقوط أخلاقي وإفلاس سياسي كمقدمة لسقوط مدوٍ يخرج صاحبه من التاريخ لتطارده لعنات الأجيال لعقود طويلة من الزمن.
يقال إن الرائد لايكذب أهله, فالكذاب لايكون رائداً ولايحق للشعوب أن تبقيه قائداً لها, أو والياً لشؤون من شؤونها, فالكاذب يقلب الحقائق ويزيف المعلومات ويمارس التظليل ويمتهن الدجل دون حياء أو وازع ديني أو مجتمعي, فهو قد يفرط في الأرض ويدعي سيادتها, وقد ينتهك الأعراض ويقول انه حامي أمين لها, وقد يمارس الفساد بكافة أشكاله ثم يدعي زيفاً ماقاله فرعون " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".
يتعامل النظام اليمني مع الشعب بعقليات تقليدية كما لو أنه شعب لا يقرأ ولا يكتب , فيكذب الكذبة تلو الأخرى، ظناً منه أن الناس يصدقونه فيما يقول, متناسياً في الوقت ذاته أن عهد حجب المعلومة وأحادية التلقي قد ولى عهدها في ظل الزخم التكنولوجي المتسارع يوماً بعد آخر بما يمثله من مواقع إخبارية واجتماعية وقنوات متعددة.
عشرات المقايل جمعتني ببرلمانيين وقياديين في المؤتمر والمشترك، فوجدت أن القاسم المشترك بين كل تلك المقايل هو الإجماع على أن ما يقوله عبده الجندي لا أساس له من الصحة, بل وتذهب بعض القيادات التي لازالت تتشبث ببقاء صالح بأن الخماسي المهرج – عبده الجندي , أحمد الصوفي, سلطان البركاني, ياسر اليماني , محمد الردمي – قد يكونوا –مجتمعين- سبباً في التفاف الناس حول ثورة الشباب, حيث بدأ بعض أنصار " صالح " بالتبرم من أسلوب الخماسي المهرج الذي يغلب عليه طابع الشتم والبذاءة، بعيداً عن الحصافة السياسية.
أخيراً.. يا جندي كان محمد سعيد الصحاف بتصريحاته الحماسية مخلصاً للشهيد صدام حسين، فانتهى به الأمر طريداً في الدوحة, ومثله موسى إبراهيم -الذي انتهى به الأمر مطارداً مع مولاه- وأخشى أن ينتهي بك المقام يا جندي جريحاً في الرياض مع صالح, لأن المرء مع من أحب.
عارف العمري
صحاف اليمن وشيطان النظام 2377