أسعار الملابس ارتفعت " دبل"، كسوة العيال التي كانت بعشرة الآف في السنة الماضية أصبحت بثلاثين الفا هذه السنة، ولايوجد شئ اسمه الماركة في سوق الملابس اليمنية, كل تاجر يجيب ماركة من راسه، لدرجة أنهم أفقدوا الثقة لا أقول فيهم بل في الملابس الايطالي والصيني والياباني والسوري والتركي مع أن ملابس هذه الدول ممتازة, لكن تجارنا يجيبوا لك ملابس مقلدة وتكون من إنتاج معامل داخلية أو حتى مستوردة بمواصفات رديئة ويكتبوا عليها صنع إيطالي أو صنع تركي أو أو .. مع أننا عرفنا كل أنواع الملابس الإيطالي زمان ولاتشبه بأي حال صناعة هذه الأيام إلا إذا كانت إيطاليا التي يقصدها تجارنا تقع في جزر المريخ فهذا شيء آخر.
في البداية كان تجار وموردو الملابس يتذرعون بأن المواطنين اليمنيين يريدون ملابس رخيصة بغض النظر عن مستوى جودتها ويقولك التاجر منهم " يا أخي لو جبنا ملابس فخمة مين اللي سيشتري؟ أبو يمن يشتي يمشي حاله بأي شيء المهم رخيص !! ".
قلنا معلش المهم ملابس نمشي بها العيد طالما هي رخيصة وشوية شوية أصبحت الملابس التقليد تباع أضعافا مضاعفة عن السعر الذي كنا نشتري به الملابس الأصلي.
حتى وقت قريب كنا نشتري ملابس للعيد وتظل جديدة وتجلس تلبس الجاكت أو البنطلون سنوات، وكنا نطلب من أطفالنا بعد أسبوع من العيدأن يرتبوا ملابسهم حتى تظل نظيفة للعيد الكبير، أما في هذا الموسم الأغبر فقد أصبحت الملابس مثل المشمع حق القات بالكاد تستخدمه مرة أو مرتين، ولو تلاحظوا أن ملابس هذه الأيام لا يقطع فيها كوي ولاغسل ولاتنظيف، يعني تشتري قطعة ملابس حمراء تحطها وسط الغسالة فتجدها الغسالة وقد تحولت الى عصارة فانتو بعد أن انسكب لون الملابس فتصبح غبراء باهتة، تبزها وتروح تضحيها أول ما تطلع عليها الشمس " تبلح " وتصبح مثل قطعة الكرتون لو لبسها ابنك يبان وكأنه معلق سبورة على ظهره.
واذا جيت تكويها تلتصق بظهر الكاوية مثل لزقة جونسون.
ولا تسأل عن سوق الجزمات؟ جزمات كلها ماركة "جزمة " وياليتها جزيمة قديمة، هذا جزمة تشوفها من خارج وهي تبرق وكأنها لاكسز بالقراطيس أول ما تدخل ارجلك فيها تخرج أصابعك من مقدمتها وتتعطف من الوسط مثل الخرقة المبلولة، يادوب لسه بتجربها ينقطع الخيط أو تفتك اللصقة، باختصار جزمة تحتاج الى " اسكافي " دعاية بعدها.
يجي يدي لك بنطلون شبابي تفحيطة ويقولك هذا من نابولي تقوله ماركة ايش يقولك ماركة " زنقة ".
المشكلة أن أصحاب محلات الملابس كلهم شعراء وهم أول من ابتدع البدلات السبع واخترع فنون المديح، يوصف لك الجزمة التي تشتريها منه ويقول فيها ما لم يقوله جميل في بثينة، جزمة ما منها الا ثنتين في العالم واحدة معك وواحدة مع منتظر الزيدي شلها عليه بوش.
أحمد غراب
ايطالي ! ..... 2297