;
أحلام المقالح
أحلام المقالح

لا تنسونا : مرضى السرطان 2349

2011-08-29 04:57:40


السرطان كلمة تسقط كالصاعقة في أذن الإنسان فتجعله يرتعد رهبة أمام داء خطير عجز تقدم العلم في هذا العصر وتطور الطب عن حل لغزه وهو الداء الفتّاك المرير الذي لا تزال ذراعه قادرة على أن تلوي ذراع الأطباء ....
من أين يأتي؟ كيف يظهر؟ متى؟ هل هو داء واحد أم عدة أمراض؟ ما وسيلة الهرب من شر مخالبه؟ هل من سبيل للوقاية منه؟ هل يمكن شفاء بعض أنواعه وفي أي مرحله؟
لا جواب فلا أحد يعرف بعد ما هي الحقيقة المخيفة التي توّلد موت الخلايا والحقيقة المُذهلة التي تقلب خلية سليمة هادفة إلى خلية غير نظامية لا هدف لها فرت من برنامج الرقابة العامة في البدن لتعمل على الإنتشار في البدن حتى لا تترك مساحة منه إلا وتنهش أجزاءه وتقتل فيها الحياة ....
كل هذا كلام علمي بحت أما عن ما يدور في خلجات أجساد مرضى السرطان فهو أقسى بكثير وأعنف يُقضم بسببه المريض أطراف أنامله حتى لا تُسمَع أناته ويشعر أن من حوله يشفقون عليه فيشعر بالألم أكثر ...
 مرضى السرطان ليسوا بحاجة إلى عيون (تسترحم) فتؤلم إنما إلى أحداق تشع بالأمل فماذا تعني لهم الشفقة دون مشاطرة الإحساس, دون مد يد العون ودون إبتسامة مشرقه أمل !!!
الإلتفات لهذه الفئة واجب محتم على كل من يرى بنفسه (إنسان) ومشاطرتهم الوجع ومد يد العون لهم دوام انتظار أصواتهم المغبونة التي تصارع الموت بصمت أما أن تنتظر مناشدة أو رسالة من مرضى السرطان تصدح بها صفحات الجرائد أو المواقع الإلكترونية حتى تتحرك سرائرنا وضمائرنا فهذا هو المخجل فعلاً...
لا بُد أن نتحسس مواطن الألم لمرضى السرطان دون مناشدة منهم فهم يتكبدون خسائر تفوق ما نتوقع للمستشفيات والأدوية خاصة إذا ما تطلب الأمر السفر للخارج بسبب قصور الطب في بلادنا – كما نعرف - وقد يلجأ البعض إلى بيع ما فوقه وما تحته ويقترض من ذا وذاك فقط كمحاولة لتخفيف الألم ومع ذلك فإن لهم عزيمة وصبر كرسوخ الرواسي ...
البعض يتأوه ويتأفف منهم وهذا ما يؤلم أكثر والبعض يدير وجهه بمبرر وجود مراكز لمرضى السرطان تتكفل بهم لتعلموا يا أخوة أن هؤلاء بشر كما نحن ومراكز السرطان بحاجة أكثر للمساعدة والدعم فليس من السهل أن يستقبل المركز عدد من المرضى ويتكفل بعلاجهم من وإلى ونحن مديرون وجوهنا دون شيء يُذكر بل وعلى العكس فالمراكز أكثر ما تكون بحاجة لمساعداتنا وبهذا سنساعد دون أن نجرح أو نؤلم ...
تستحضرني الآن صديقتي (مها) رحمها الله التي غادرتني العام الماضي إلى بارئها بعد صراع عنيف مع هذا المرض الخبيث.
مها كانت أمامي شابة طموحة متفائلة مبتسمة تركض وتغني وتدرس وتعمل لا يطغى على ملامحها سوى الطفح والتقرحات الجلدية ولكنها كانت تخبئ خلف كل هذا آلام بحجم المرض اللعين فكانت كلما غابت عني ليومين أو أكثر علمتُ أنها تتقوقع في غرفتها بعيداً عن الأنظار حتى لا تسمع الجدران أنينها وكنتُ كلما أهممتُ بالتخفيف عنها ومسح دموعها المكبوتة سبقتني فتُطلق إبتسامة مدوية قائلة (مازلتُ قوية) فيُدمع قلبي قبلما عيني .. وغادرتني مها تاركة لي آلامها وأوجاعها بحبر قلمها في سطور مخبأه إلا عن نظري بدفتري الخاص الذي أخفته عني قبل وفاتها بأيام ثم وجدته في خزانتي بعد وفاتها ...
هكذا هم مرضى السرطان على وجوههم ابتسامة وفي جوفهم ندبة ممن يدعي نفسه (إنسان), فهم لا يسألون الناس مساعدات مادية بقدر ما هم بحاجة للدعم المعنوي تتكئ عليه أجسادهم الهزيلة فيقوى القلب أكثر على مجابهة المرض ...
 رسالتي لكل إنسان مازال يؤمن بأن الإنسانية درع واقٍ ضد النكبات والنوائب ونهر يسقي المحبة والتآلف بين أصناف البشر ((لا تنسوا مرضى السرطان))..وشكراً لمركز الأمل لمعالجة مرضى السرطان بتعز فهو يقدم الكثير للمرضى بعنايتهم وامتناننا العظيم لكل من يبدأ بخطوة على طريق الألف ميل .
/

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد