معروف أن أقل راتب في العالم هو راتب الطبيب اليمني، فالطبيب العام لا يتجاوز راتبه مائتين وسبعين دولاراً.
أما الورديات أو الاستلامات (المناوبات) فحدث ولا حرج!! مناوبة الطبيب العام لمدة عشرين ساعة لا تتعدى الألفين ريال (يا بلاشاه لو أنت واقف في فرزة باصات بتدخل سعها ثلاث مرات في ثلاث ساعات).
أكثر الحالات التي تصل للمستشفيات الحكومية تعاني من أمراض الباطنية والأطفال والنساء والولادة، والأطباء في هذه الأقسام هم الأكثر هضماً في أجورهم في المستشفيات، فالجانب الطبي الإنساني الذي يقوم به الأطباء لا يلقى أي اهتمام رغم التعب والجهد الذي يبذله مناوبة ومتابعة مستمرة للمريض، والتركيز الإداري في المكافآت والمستحقات المالية يركز على الأقسام الجراحية والعمليات، فالإدارات في بلادنا تتعامل مع أطباء الباطنية والأطفال كمصدر غير مدر للدخل ولا يلقون بالاً للجهد المضاعف الذي يبذلونه باعتبارهم يستقبلون أكثر الحالات التي تصل إلى المستشفى ويتابعونها ويداومون اكبر دواماً، فالجرّاح مثلا قد يعمل عملية في ربع ساعة ويستلم اكبر مبلغ عليها، في حين تجد طبيب باطنية أو أطفال مناوب عشرين ساعة ويتابع حالة المريض بشكل متواصل ويحصل على فتات وبالتالي نجد الإهمال واللامبالاة في كثير من الأحيان لأن التركيز الإداري يتم على الأطباء الذين يمثلون مصدر دخل في حين يتم إهمال الأطباء الآخرين، وفي الدول المتقدمة والمتطورة في الخارج تجد الاهتمام بالعمل الطبي الإنساني موازي للعمل الطبي المدر للدخل، فيتم الاهتمام بالممرض الذي يستقبل الحالات ويتابعها ويداوم معظم اليوم بذات القدر الذي يتم فيه الاهتمام بالطبيب المرتبط بأقسام مدرة للدخل.
وهناك بعض مديري المستشفيات يتمنون لو حولوا المستشفيات إلى أقسام جراحية كاملة باعتبارها مدرة للدخل وترك الأمراض الغير مدرة للدخل في المستشفى مثل الباطنية والقلب وغيرها .
زد على ذلك أن الفنيين والمتعاقدين الذين يتبعون أطباء الجراحة مثلا ليس لهم أي مستحقات تذكر أو حتى نسبة واحد بالمائة مع أنهم يقومون بمهامهم كجزء من فريق العمل ويتم هضمهم من المستشفى أيضاً.
وأصل بكم إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أن هناك مستشفيات حكومية ميزانياتها هائلة ولا توفر ابسط الأدوية الطارئة مثل أدوية الإنعاش المنشطة للقلب أو أدوية التي تعطى للمريض المتشنج، وقد تأت حالات طارئة في الليل ولا يوجد الدواء الطارئ للمستشفى، مما يضطر مرافق المريض للبحث طول الليل عن صيدلية فاتحة توفر الدواء المطلوب، أما إذا كانت الحالة في قسم النساء فاقرأ الفاتحة على المريضة لأنه لا يوجد مرافق مع المريضة إلا امرأة مثلاً ومش معقول تخرج تدور في الشوارع عن صيدلية فاتحة توفر العلاج الطارئ المطلوب.
أحمد غراب
قسم الباطنية 2213