رمضان أتى وها هو يمضي ويرحل سريعاً، فهذا العام رمضان لم نحسن استقباله وربما لم نفعل ذلك في وداعه، فالكهرباء لم تفسح مجالاً للصائم أن يتعبد ويتقرب إلى الله في هذا الشهر، فالانطفاءات تستمر لساعات طويلة ولا نعلم حتى الآن ما السبب الرئيسي وراء ذلك، يتحدث المواطنون فيقولون إن تلك الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهرباء متعددة وبتعليمات من جهات عليا وعلى حد قولهم أنها نوع من أنواع التعذيب والعقاب.!.
عموماً ها نحن نودع الشهر الفضيل واسمحوا لي أن أقدم هذه النصيحة لكم بعد أن عملت أنا بها وقررت أن أقدمها لكم، إذا كنا قد أغضبنا أحدهم متعمدين أو كنا نعلم أن هناك من يدعو علينا وهو نائم وعين الله لا تنام، وإذا كنا على يقين أننا بقصد أو بحسن نية ظلمنا أحدهم أو كان لدينا أحساس بالذنب تجاه إنسان أذنبنا في حقه يوماً علينا أن نسارع إلى نزع الأشواك في قلوبنا ونمد أيدينا بكل حب وتسامح إلى من أسأنا إليه دون قصد، فربما لم يتبق أمامنا في العمر ما يسعفنا لتأجيل ذلك يوماً آخر، وكما نقول بالبلدي "ما حد ضامن عمره".
وهل تصدق عزيزي القارئ أن هناك بشراً يصومون ويجوعون ويعطشون ويتعبون ويغتابون الغير وينافقون ولا يقربون الصلاة ولا يمسكون القرآن، مثل هؤلاء ماذا ينالهم من ثواب الصائم وأجره؟!.
ومع اشتداد الحرارة وفي ظل انعدام الوقود وانقطاعات الكهرباء يصبح الإنسان قنبلة موقوته سريع الغضب ومهيأ للانفجار ربما في أتفه الأمور، وكم من صائم جرح صيامه بسبب الغضب، أعلم بأن الصيام والعطش يكونان عاملين رئيسيين في ذلك ولكن علينا أن نضبط أنفسا بقدر المستطاع ولا ندع الغضب يفقدنا أعصابنا ويطلق العنان للسان لتقول ما يحلو لها وما شاء في هذا الشهر الفضيل وعلى ذكر الغضب نجد أكثر الأماكن أو المواقف تفجيراً بين الناس هي الشوارع وأثناء قيادة السيارات والمشكلة أن الكل مشترك في عرقلة المرور في الازدحام الخانق، ومع ذلك تجد الكل يسب ويشتم.
وأخيراً رمضان فرصة لأشياء كثيرة، جميلة وعظيمة فانتهز الفرصة ولا تضعيها.. فتضيع نفسك.
فشكراً يا رمضان فكم هدبتنا وكم اذنبنا وكم نقينا وكم طهرتنا وكم قربتنا وكم أكرمتنا.
خواتم مباركة علينا وعليكم
كروان عبد الهادي الشرجبي
وداعاً رمضان 2020