;
أحمد غراب
أحمد غراب

قل: يا رب ...... 2336

2011-08-25 04:53:46


الناس مدوخين وكأنهم ناويين يأجلوا العيد الصغير ويجمعوه مع الكبير، وما عسانا نقول للفقير الكسير الذي لا يجد ما يكسي به عياله، زمان كنا نقوله العيد عيد العافية، أما اليوم وفي ظل وضع "مدري" الذي تعيشه البلاد، والحالة الصعبة التي يمر بها الناس، والتوتر المتزايد الذي لا يستوعب معاناة المواطنين، كل ذلك يجعل العيد عيد العصيد.
سائقو السيارات وخصوصاً الأجرة منها يشكون من ارتفاع البترول إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة، يقول أحدهم :" كنت أعبي ولو ما في جيبي إلا أربعمائة ريال أما اليوم فلا أستطيع".
الشعب طفران وحراف ومع ذلك لديه إصرار عجيب على الحياة، يعني رمضنا في ظروف جعلت أحد المطحونين من الانطفاءات الكهربائية يقول :"لو جات ليلة القدر بتمنى ماطور خمسة كيلو وثلاثة براميل بترول".
العجيب في هذه البلاد أن الفقير المتعفف تجده مكوماً في بيته لا أحد من أهل الخير وأصحاب المال يتذكره، خصوصاً وأن رقعة الحاجة اتسعت وأصبحت تجد في كل متر ثلاثة متسولين، وهناك أناس يلحون بالسؤال في الأسواق والمساجد وفي كل مكان وهؤلاء لا خوف عليهم، فمنهم من اتخذ السؤال مهنة دائمة ومنهم من يعتبر نفسه في مهمة موسمية لتوفير مصاريف العيد، وفي كل الأحوال لا يجوز نهر السائل قال تعالى : " وأما السائل فلا تنهر" رد رداً جميلاً.
 يفترض بأصحاب الأموال والمتصدقين أن يكونوا أصحاب بصيرة ويتفقدوا جيرانهم الفقراء المتعففين الذين قال فيهم المولى عز وجل :" يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا".
سائق تاكسي يقول إنه تفاجأ عندما أخبرته أسرته أن أسرة فقيرة عائلها مريض مقعد بلغ بهم الفقر مبلغه ويحسبهم أهالي الحارة أغنياء، لأن البسمة في وجوههم، زد على ذلك أنهم مهما بلغت بهم الحالة من جوع ومعاناة لا يمكن أن يسألوا الناس وهذا ما يفترض على المجتمع أن يبادر نحو هؤلاء الفقراء المتعففين، فيمد لهم يد العون في السر دون أن يجرح كرامتهم.
لا يجب أن ننسى أيضاً مرضى الكلى ، فمن عجائب القسوة في هذه البلاد أنك لم تجد تاجراً واحداً أو رجل أعمال أو متيسر يتبرع بمركز تصفية لأمراض الفشل الكلوي ولو سمح لك وقتك وذهبت إلى مركز كلى لوجدت أطفالاً بعمر الزهور ينامون فوق بلاط بارد بانتظار أدوارهم في جلسة الكلى ، زد على ذلك أن هناك مرضى يأتون من الأرياف للغسيل الكلوي ومنهم من تتقطع به السبل فلا يجد -لا أقول مكاناً يأويه- بل ولا يجد قيمة المواصلات وبالتالي يجب الالتفات إلى هؤلاء بعمل دائم يكون كالصدقة الجارية.
أما الباحث عن مرضى السرطان وأهاليهم فلا شك أنه سيكتشف أن آباء وأمهات الأطفال المرضى باعوا كل ما بحوزتهم أملاً في علاج أطفالهم، فتجدهم لا يملكون ثمن رغيف خبز ، أحد الدكاترة يقول إن هناك أهالي مرضى بالسرطان يعجزون عن مصاريف العلاج والمواصلات، فيرمون المريض ويهربون ، وحصل في أحد كبار المستشفيات أن أباً وضع طفله في المستشفى وهرب، لأنه لا يملك ما يسدد به ثمن العلاجات والكشفيات وتوفي الطفل بعد شهر ونصف ولم يظهر والده.
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداداً لكلماته.
ويا محبي النبي صلوا عليه واعملوا بما جاء به.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد