آبائي الأعزاء: أحيكم بتحية الإسلام تحية الرحمة والود والإحسان، تحية الجنة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أقول لكم خواتم مباركة وعيد مبارك وكل عام أنتم بخير عافية.
آبائي الأعزاء: إن وطأة المرض لا تحتمل ومعاناته تفوق الخيال، لكننا نحس بالأمل كلما تذكرت قلوبكم البيضاء وأياديكم السخية التي هي أملنا بعد الله في التخفيف من معاناتنا التي هي ليست معاناة واحدة إنما هي معاناة متعددة، وبالإضافة إلي المرض وآلامه الفظيعة تأتي الفقر والفاقة وقلة ما في اليد التي يعاني منها كثير من الأسر والعلاج الغالي الثمن الذي لا يستطيع توفير تكاليفه الكثيرون.
آبائي الأعزاء :
إن الله سبحانه وتعالى يقول ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) وسيد الرحماء محمد صلى الله عليه وسلم يقول ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة )، فهل هناك كربة اشد من كربة من ابتلاهم الله بمرض السرطان الذي اغتل طفولتنا حرمننا من لعبنا حتى المدرسة لم نعد نستطيع الذهاب إليها, لقد كنا ملوكاً متوجون بتاج العافية ثم رأينا الملك يتمزق تحت العاصفة ويتطاير كريش النعام .. فارحموا من فارقت السعادة حياتهم وعشعش البؤس محياهم وأي بؤس وألم اشد وأقسى من بؤس مريض السرطان الذي يواجهه وحش لا يرحم ولا يفرق بين صغير وكبير أو رجل وامرأ
آبائي الأعزاء:
مهما كان حجم المعاناة قاسياً، فلن نستسلم، لأن ورائنا رواداً للخير وملوكاً للعطاء يجيدون ثقافة الإحسان ويتقنون فلسفة البحث عن المجد الأخروي والرضا الرباني، هم أنتم أيها المتوجون بتاج لا ترونه، فكونوا براهين للخير حتى يديم الله لكم ملك العافية وتاج الصحة، فعطروها بالفضيلة والعطاء والإحساس بآلام الآخرين حتى يدوم هذا الملك ويزداد جمالاً ويتألق بهاء وروعة، أنه ندائي لملكة الضمير، إنها صرخة اللاجئين من سطوة الفظيع المرعب الذي لا يرحم .أنها استغاثة الآباء والأبناء، إنها كلمة الإخوان والخلان وهي لا غير الأمل الأول والأخير علكم تصنعون بإذن الله أملاً كبيراً من ألم عظيم، لعلكم تكتبون أحلى قصة وأروع حكاية دستورها سطورها عنوانها وروحها أولها ختامها قول المصطفى ( صلى عليه وسلم ) مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد آذ اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ختاماً أكرر لكم الشكر وأتمنى لكد دوام الصحة والعافية وخواتم مباركة وكل عام وأتتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تيسير السامعى
رسالة من طفل مريض بالسرطان إلى أهل الخير 3096